لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 113 - الجزء 14

  فقال، #: لا تقولي ذُؤال فإِنه شَرُّ السباع، أَرادت أَنه يمشي مَشْيَ الحَمْقَى كما يقال فلان لا يتكلم إِلا بالحُمْق.

  ويقال: هو يَمْشِي الثَّطا أَي يَخْطُو كما يخطو الصبي أَوَّل ما يَدْرُج.

  والهَبَنْقَعَةُ: الأَحمق.

  وذؤال: ترخيم ذؤالة، وهو الذئب.

  والقَرْمُ: السَّيِّد.

  وقد روي: فلان من ثَطاتِه لا يَعْرِف قَطاتَه من لَطاته، والأَعْرفُ فلان من لَطاته، والقَطاةُ: موضع الرديف من الدابة، واللطاةُ: غُرَّة الفرس؛ أَراد أَنه لا يعرف من حُمْقه مقدَّم الفرس من مؤخره، قال: ويقال إِن أَصل الثَّطا من الثَّأْطة، وهي الحَمْأَة.

  والثُّطَى: العناكب، والله أَعلم.

  ثعا: الثَّعْوُ: ضرب من التَّمْر.

  وقيل: هو ما عظم منه، وقيل: هو ما لان من البُسْر؛ حكاه أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده: والأَعرف النَّعْوُ.

  ثغا: الثُّغاءُ: صوتُ الشاء والمَعَز وما شاكلها، وفي المحكم: الثُّغاءُ صوت الغنم والظِّباء عند الولادة وغيرها.

  وقد ثَغَا يَثْغُو وثَغَت تَثْغُو ثُغاءً أَي صاحت.

  والثاغِيَة: الشاة.

  وما له ثَاغٍ ولا راغٍ ولا ثاغِيَة ولا راغِيَة؛ الثاغِيَة الشاة والراغِيَة الناقة أَي ما له شاة ولا بعير.

  وتقول: سمعت ثاغِيَةَ الشاء أَي ثُغاءها، اسمٌ على فاعلَة، وكذلك سمعت راغِية الإِبل وصواهل الخيل.

  وفي حديث الزكاة وغيرها: لا تجيءُ بِشاة لها ثُغاءٌ؛ الثُّغاءُ: صياح الغنم؛ ومنه حديث جابر: عَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لأَذْبَحَها فثَغَتْ فسَمِعَ رسول الله، ، ثَغْوَتَها فقال لا تَقْطَعْ دَرّاً ولا نَسْلاً؛ الثَّغْوة:؛ المرَّة من الثُّغاء.

  وأَتيته فما أَثْغَى ولا أَرْغى أَي ما أَعطاني شاة تَثْغُو ولا بعيراً يَرْغُو.

  ويقال: أَثْغَى شاته وأَرْغَى بعِيره إِذا حملهما على الثُّغاء والرُّغاء.

  وما بالدار ثاغٍ ولا راغٍ أَي أَحد.

  وقال ابن سيده في المعتل بالياء: الثَّغْيَة الجوع وإِقْفار الحَيّ.

  ثفا: ثَفَوْتُه: كنت معه على إِثره.

  وثَفاه يَثْفيه: تَبِعَه.

  وجاء يَثْفُوه أَي يَتْبَعه.

  قال أَبو زيد: تَأَثَّفَكَ الأَعداء أَي اتَّبعوك وأَلَحُّوا عليك ولم يزالوا بك يُغْرُونَك بي⁣(⁣١).

  أَبو زيد: خامَرَ الرجلُ المكان إِذا لم يَبْرَحْه، وكذلك تأَثَّفَه.

  ابن بري: يقال ثَفاه يَثْفُوه إِذا جاء في إِثره؛ قال الراجر:

  يُبادِرُ الآثارَ أَن يؤوبا ... وحاجِبَ الجَوْنَة أَنْ يَغِيبا

  بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا ... كالذِّئْبِ يَثْفُو طَمَعاً قريبا

  والأُثْفِيَّة: ما يوضع عليه القِدْر، تقديره أُفْعُولة، والجمع أَثافيُّ وأَثاثيُّ؛ الأَخيرة عن يعقوب، قال: والثاء بدل من الفاء، وقال في جمع الأَثافي: إِن شئت خففت؛ وشاهد التخفيف قول الراجز:

  يا دارَ هِنْدٍ عَفَت إِلَّا أَثافِيها ... بينَ الطَّوِيِّ، فصاراتٍ، فَوادِيها

  وقال آخر:

  كأَنَّ، وقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ ... أَثافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ

  وفي حديث جابر: والبُرْمَة بين الأَثافيِّ، وقد تخفف الياءُ في الجمع، وهي الحجارة التي تنصب وتجعل القدر عليها، والهمزة فيها زائدة.

  وثَفَّى القدر وأَثْفاها: جعلها على الأَثافي.

  وثَفَّيْتها: وضعتها على الأَثافي.

  وأَثَّفْت القِدْرَ أَي جعلت لها أَثافيَّ؛ ومنه قول الكميت:

  وما اسْتُنْزِلَتْ في غَيرِنا قِدْرُ جارِنا ... ولا ثُفِّيَتْ إِلا بنا، حينَ تُنْصَب


(١) كأَنه ينظر بقوله هذا إلى قول النابغة: لا تقْذِفَنّي... في الصفحة التالية.