لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 134 - الجزء 14

  جَخَّ وجَخَّى إذا خَوَّى في سجوده، وهو أَن يرفع ظهره حتى يُقلَّ بطنه عن الأَرض.

  ويقال: جَخَّى إذا فَتَح عَضُديه في السجود، وهو مثل جَخَّ، وقد تقدم.

  أَبو عمرو: جَخَّى على المِجْمَر وتَجَخَّى وجَبَّى وتَجَبَّى وتَشَذَّى إذا تَبَخَّر.

  جدا: الجَدَا، مقصور: المَطَرُ العامّ.

  وغيثٌ جَداً: لا يُعرف أَقصاه، وكذلك سماءٌ جَداً؛ تقول العرب: هذه سماءٌ جداً ما لها خَلَفٌ، ذكَّروه لأَن الجَدَا في قوة المصدر.

  ومَطَرٌ جداً أَي عامّ.

  ويقال: أَصابنا جَداً أَي مطر عامّ.

  ويقال: إنها لسماءٌ جَداً ما لها خَلَفٌ أَي واسع عامّ.

  ويقال للرجل: إنّ خيره لَجَداً على الناس أَي عامّ واسع.

  ابن السكيت: الجَدَا يكتب بالياء والأَلف.

  وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً غَدَقاً وجَداً طَبَقاً، ومنه أُخِذ جَدَا العَطِيّةِ والجَدْوَى؛ ومنه شعر خُفاف بن نُدْبة السُّلَمي يمدح الصّدّيق:

  ليسَ لشَيءٍ غيرِ تَقْوَى جَداً ... وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُه للفَنَا

  هو من أَجْدَى عليه يُجْدي إذا أَعطاه.

  والجَدَا، مقصور: الجَدْوَى وهما العطية، وهو من ذلك، وتثنيته جَدَوان وجَدَيان؛ قال ابن سيده: كلاهما عن اللحياني، فَجَدوانِ على القياس، وجَدَيانِ على المُعاقبة.

  وخَيْرُه جداً على الناس: واسع.

  والجَدْوى: العطية كالجَدَا، وقد جَدَا عليه يَجْدُو جَداً.

  وأَجْدَى فلان أَي أَعطى.

  وأَجْداه أَي أَعطاه الجَدْوَى.

  وأَجْدَى أَيضاً أَي أَصاب الجَدْوَى، وقوم جُدَاةٌ ومُجْتَدُون، وفلان قليل الجَدَا على قومه.

  ويقال: ما أَصَبْتُ من فلان جَدْوَى قط أَي عطية؛ وقول أَبي العيال:

  بَخِلَتْ فُطَيْمةُ بالَّذِي تُولِينِي ... إلَّا الكلامَ، وقَلَّمَا تُجْدِينِي

  أَراد تُجْدي عَلَيّ فحذف حرف الجر وأَوصل.

  ورجل جادٍ: سائِل عافٍ طالبٌ للجَدْوَى؛ أَنشد الفارسي عن أَحمد بن يحيى:

  إليه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً ... فلَيْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِ

  وكذلك مُجْتَدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:

  لأُنْبِئْت أَنَّا نَجْتَدِي الحَمْدَ، إنَّمَا ... تَكَلَّفُه مِن النُّفوسِ خِيارُها

  أَي تطلُب الحمد؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  إنِّي لَيَحْمَدُنِي الخَلِيلُ إذا اجْتَدَى ... مَالِي، ويَكْرَهُني ذَووُ الأَضْغَانِ

  والجادِي: السائلُ العافِي؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:

  أَما عَلِمْتَ أَنَّني مِنْ أُسْرَه ... لا يَطْعَمُ الجادِي لَدَيْهِم تَمْرَه؟

  ويقال: جَدَوْته سأَلته وأَعطيته، وهو من الأَضداد؛ قال الشاعر:

  جَدَوتُ أُناساً مُوسِرينَ فما جَدَوْا ... أَلا الله فاجْدُوه إذا كُنتَ جادِيَا

  وجَدَوْته جَدْواً وأَجْدَيْته واسْتَجْدَيْته، كلُّه بمعنى: أَتيته أَسأَله حاجة وطلبت جَدْواه؛ قال أَبو النجم:

  جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا ... مِن نائِل الله الَّذِي يُعْطِيكَا

  وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كتب إلى معاوية يستعطفه