لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 135 - الجزء 14

  لأَهل المدينة ويشكو إليه انقطاع أَعْطِيَتهم والمِيرَةِ عنهم وقال فيه: وقد عَرَفوا أَنَّه عندَ مَرْوان مالٌ يُجَادُونَه عَلَيه؛ المُجادَاةُ: مفاعلة من جَدَا واجْتَدى واسْتَجْدى إذا سأَل، معناه ليس عنده مال يسائلونه عليه؛ وقول أَبي حاتم:

  أَلا أَيُّهَذَا المُجْتَدِينا بِشَتْمِه ... تأَمَّلْ رُوَيْداً، إنَّني من تَعَرَّفُ

  لم يفسره ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد أَيُّهذا الذي يستقضينا أَو يسأَلنا وهو في خلال ذلك يَعِيبُنا ويشتمنا.

  ويقال: فلان يَجْتَدي فلاناً ويَجْدوه أَي يسأَله.

  والسُّؤَّالُ الطالبون يقال لهم المُجْتَدُون.

  وجَدَيته: طلبت جَدْواه، لغة في جَدَوته.

  والجَداءُ: الغَنَاءُ، ممدود.

  وما يُجْدي عنك هذا أَي ما يُغْني.

  وما يُجْدِي عليَّ شيئاً أَي ما يُغْني.

  وفلان قليل الجَدَاءِ عنك أَي قليل الغَنَاء والنفْعِ؛ قال ابن بري: شاهده قول مالك بن العَجْلانِ:

  لَقَلَّ جَدَاء على مَالِكٍ ... إذا الحَرْب شبَّتْ بِأَجْذالِها

  ويقال منه: قلَّمَا يُجْدي فلان عنك أَي قلما يغني.

  والجُدَاءُ، ممدود: مبلغ حساب الضرب، ثلاثةٌ في اثنين جُداءُ ذلك ستة.

  قال ابن بري: والجُدَاءُ مبلغ حساب الضرب كقولك ثلاثة في ثلاثة جُداؤُها تسعة.

  ولا يأْتيك جَدَا الدهر أَي آخرَه.

  ويقال: جَدَا الدهر أَي يَدَ الدهر أَي أَبَداً.

  والجَدْيُ: الذكر من أَولاد المَعَز، والجمع أَجْدٍ وجِدَاءٌ، ولا تقل الجَدَايا، ولا الجِدَى، بكسرٍ الجيم، وإذا أَجْذَع الجَدْي والعَناقُ يسمى عَريضاً وعَتُوداً.

  ويقال للجَدْيِ: إمَّرٌ وإمَّرة وهِلَّعٌ وهِلَّعة.

  قال: والعُطْعُط الجَدْيُ.

  ونجم في السماء يقال له الجَدْيُ قريب من القُطْب تعرف به القِبْلة، والبُرْجُ الذي يقال له الجَدْي بِلِزْقِ الدَّلْو وهو غير جَدْيِ القطب.

  ابن سيده: والجَدْي من النجوم جَدْيانِ: أَحدهما الذي يدور مع بنات نعش، والآخر الذي بِلِزْقِ الدلو، وهو من البروج، ولا تعرفه العرب، وكلاهما على التشبيه بالجَدْي في مَرآة العين.

  والجَدايةُ والجِداية جميعاً: الذكر والأُنثى من أَولاد الظِّباء إذا بلغ ستة أَشهر أَو سبعة وعَدَا وتشدَّد، وخص بعضهم به الذكر منها.

  غيره: الجِدايةُ بمنزلة العَناق من الغنم، قال جِرانُ العَوْد واسمه عامر بن الحرث:

  لقد صَبَحْت حَمَلَ بْنَ كُوزِ ... عُلالةً من وَكَرَى أَبُوزِ

  تُريحُ، بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ ... إراحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ

  وفي الحديث: أُتِيَ رسولُ الله، ، بجَدَايا وضَغابِيسَ؛ هي جمع جَداية من أَولاد الظِّباء.

  وفي الحديث الآخر: فجاءه بجَدْيٍ وجَدَاية.

  والجَدْيةُ والجَدِيَّةُ: القطعة من الكساء المحشوّة تحت دَفَّتَي السرج وظَلِفَةِ الرَّحْل، وهما جَدِيَّتانِ؛ قال الجوهري: والجمع جَداً وجَدَياتٌ، بالتحريك، قال: وكذلك الجَدِيَّةُ، على فعيلة والجمع الجَدَايا.

  قال: ولا تقل جَدِيدَةٌ والعامّة تقوله؛ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع جَداً قال: صوابه والجمع جَدْيٌ مثل هَدْيةٍ وهَدْيٍ وشَرْيةٍ وشَرْيٍ؛ وقال ابن سيده: قال سيبويه جمع الجَدْيَةِ