[فصل الجيم]
  فإنْ كنت نَدْماني فبالأَكْبَر اسْقِني ... ولا تَسْقِنِي بالأَصْفَرِ المُتَثَلِّمِ
  لعلَّ أَميرَ المؤمنينَ يسوءُه ... تَنادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ
  فلما سمع عمر ذلك قال: إي والله يسوءني وأَعزلك ويروى:
  وصنَّاجة تجذو على حَرْفِ مَنسِم
  وقال ثعلب: الجُذُوُّ على أَطرف الأَصابع والجُثُوُّ على الرُّكَب.
  قال ابن الأَعرابي: الجَاذِي على قدميه، والجاثي على ركبتيه، وأَما الفراء فإنه جعلهما واحداً.
  الأَصمعي: جثَوْت وجَذَوْت وهو القيام على أَطراف الأَصابع، وقيل: الجاذي القائم على أَطراف الأَصابع؛ وقال أَبو دواد يصف الخيل:
  جاذِيات على السَّنَابِكِ قد أَنْحَلَهُنَّ ... الإِسْراجُ والإِلْجَامُ
  والجمع جِذاءٌ مثل نائِم ونِيام؛ قال المَرَّار:
  أَعَانٍ غَرِيبٌ أَم أَمِيرٌ بأَرْضها ... وحَوْلِيَ أَعْدَاءٌ جِذاءٌ خُصُومُها؟
  وقال أَبو عمرو: جَذَا وجَثَا لغتان، وأَجْذَى وجَذَا بمعنى إذا ثبت قائماً.
  وكل من ثبت على شيء فقد جَذَا عليه؛ قال عمرو بن جميل الأَسدي:
  لم يُبْقِ منها سَبَلُ الرَّذاذِ ... غيرَ أَثافي مِرْجَلٍ جَوَاذِ
  وفي حديث ابن عباس: ف جَذَا على ركبتيه أَي جَثا.
  قال ابن الأَثير: إلا أَنه بالذال أَدلُّ على اللزوم والثبوت منه بالثاء.
  قال ابن بري: ويقال جَذَا مثل جَثا، واجْذَوَى مثل ارْعَوَى فهو مُجْذَوٍ؛ قال يزيد بن الحَكَم:
  نَدَاكَ عن المَوْلى ونَصْرُكَ عاتِمٌ ... وأَنتَ له بالظُّلْمِ والفُحْشِ مُجْذَوي
  قال ابن جني: ليست الثاء بدلاً من الذال بل هما لغتان.
  وفي حديث النبي، ﷺ: مَثَلُ المؤمن كالخامَةِ من الزرع تُفَيِّئُها الريحُ مرة هناك ومرة هنا، ومثَلُ الكافر كالأَرْزَة المُجْذِيَةِ على وجه الأَرض حتى يكونَ انْجِعافُها بمَرَّةٍ، أَي الثابتة المُنْتَصِبة؛ يقال: جَذَتْ تَجْذو وأَجْذَتْ تُجْذي، والخامَةُ من الزرع: الطاقة منه، وتُفَيِّئُها: تَجِيءُ بها وتَذْهب، والأَرْزَةُ: شجرة الصَّنَوْبر، وقيل: هو العَرْعَر، والانْجِعافُ: الانْقِلاعُ والسقوطُ، والمُجْذِيَة: الثابتة على الأَرض.
  قال الأَزهري: الإِجْذاء في هذا الحديث لازم، يقال: أَجْذَى الشيءُ يُجْذي وجَذَا يَجْذُو جُذُوّاً إذا انتصب واستقام، واجْذَوْذَى اجْذِيذاءً مثله.
  والمُجْذَوْذي: الذي يلازم الرحل والمنزل لا يفارقه؛ وأَنشد لأَبي الغريب النصْري:
  أَلسْتَ بمُجْذَوذٍ على الرَّحْلِ دائِبٍ؟ ... فما لَكَ، إلا ما رُزِقْتَ، نَصيبُ
  وفي حديث فَضالة: دخلتُ على عبد الملك بن مَرْوان وقد جَذَا منخراه وشَخَصَت عَيْناه فعَرَفْنا منه الموت، أَي انْتَصبَ وامتَدَّ.
  وتَجَذَّيْتُ يومي أَجمعَ أَي دَأَبْتُ.
  وأَجْذَى الحجرَ: أَشاله، والحجَرُ مُجْذىً.
  والتَّجاذي في إشالةِ الحجر: مثل التَّجاثي.
  وفي حديث ابن عباس، ¥: مَرَّ بقومٍ يُجْذُونَ حجَراً أَي يُشِيلونه ويرفعونه، ويروى: وهُمْ يتَجاذَوْنَ مِهْراساً؛ المِهْراس: الحجر العظيم الذي يُمْتَحَن برفعه قُوَّةُ