لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 136 - الجزء 14

  جَدَيات، قال: ولم يكسِّرُوا الجَدْية على الأَكثر استغناء بجمع السلامة إذ جاز أَن يَعْنُوا الكثيرَ، يعني أَن فعْلة قد تُجْمع فَعَلاتٍ يُعْنَى به الأَكثر كما أَنشد لحَسّانَ:

  لنا الجَفَناتُ

  وجَدَّى الرَّحْلَ: جعل له جَدْيَةً، وقد جَدَّيْنا قَتَبَنا بجَدِيَّةٍ.

  وفي حديث مروان: أَنه رَمَى طَلْحةَ بن عُبَيْد الله يوم الجَمَل بسهم فَشَكَّ فخذه إلى جَدْيَةِ السرج.

  ومنه حديث أَبي أَيوب: أُتِيَ بدابة سَرْجُها نُمُور فنَزَع الصُّفَّةَ يعني المِيثَرَةَ، فقيل: الجَدَياتُ نُمُور، فقال: إنما يُنْهَى عن الصُّفَّةِ.

  والجَدِيَّة: لون الوَجْه، يقال: اصفرّت جَدِيَّةُ وجهه؛ وأَنشد:

  تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فيها ... غَداةَ الرَّوْعِ، جَادِيّاً مَدُوفا

  والجَادِيُّ: الزعفران.

  وجادِيَةُ: قرية بالشام ينبت بها الزعفران، فلذلك قالوا جادِيٌّ.

  والجَدِيَّةُ من الدَّم: ما لَصِقَ بالجَسد، والبَصِيرَةُ: ما كان على الأَرض.

  وتقول: هذه بَصِيرةٌ من دَم وجدية من دم.

  وقال اللحياني: الجَدِيَّة الدم السائل، فأَما البَصِيرة فإنه ما لم يسل.

  وأَجْدَى الجُرْحُ: سالت منه جَدِيَّةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وإنْ أَجْدَى أَظلَّاها ومَرَّتْ ... لَمَنْهَبِها، عَقامٌ خَنْشَلِيلُ⁣(⁣١)

  وقال عَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:

  سُيول الجَدِيَّةِ جَادَتْ ... مُراشاة كلّ قَتِيل قَتِيلا

  (⁣٢). سليم ومن ذا مثلهم ... إذا ما ذَوُو الفَضْل عَدُّوا الفُضُولا

  مراشاة أَي يعطي بعضهم بعضاً من الرشوة، مأْخوذ من جَدِيَّة لأَنه من باب الناقص مثل هَدِيَّة وهَدِيّات، أَراد جَدِيَّة الدم.

  والجَدِيَّة أَيضاً: طريقة من الدم، والجمع جَدَايا.

  وفي حديث سعد قال: رميت يوم بدر سُهَيْلَ بنَ عمرو فقطعت نَسَاه فانْثَعَبَت جَدِيَّة الدم؛ هي أَول دفعة من الدم، ورواه الزمخشري: فانبعث جدية الدم؛ قيل: هي الطريقة من الدم تُتَّبع ليُقْتَفَى أَثَرُها.

  والجادِي: الجراد لأَنه يَجْدِي كل شيء أَي يأْكله؛ قال عبد مناف الهذلي:

  صَابوا بستة أَبْياتٍ ووَاحِدَة ... حتَّى كأَنَّ عَلَيها جادِياً لُبَدا

  وجَدْوى: اسم امرأة؛ قال ابن أَحمر:

  شَطَّ المَزارُ بِجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ

  جذا: جَذا الشيءُ يَجْذُو جذْواً وجُذُوّاً وأَجْذَى، لغتان كلاهما: ثبت قائماً، وقيل: الجَاذِي كالجَاثي.

  الجوهري: الجَاذِي المُقْعِي منتصب القدمين وهو على أَطراف أَصابعه؛ قال النعمان بن نَضْلة العدويّ وكان عمر، ¥، استعمله على مَيْسان:

  فَمنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أَنَّ خلِيلَها ... بِمَيْسانَ، يُسْقَى في قِلال وحَنْتَمِ؟

  إذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ ... وصَنَّاجةٌ تَجْذُو على كلّ مَنْسِم


(١) قوله [لمنهبها] هكذا في الأصل والمحكم هنا، وأنشده في مادة عقم لمنهلها تبعاً للمحكم أيضاً.

(٢) قوله [سيول الجدية الخ] هذان البيتان هكذا في الأَصل، وكذا قوله بعد مأخوذ من جدية وجديات].