لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 157 - الجزء 14

  وأَجْهَيْنا نحن أَي أَجْهَتْ لنا السماء، كلاهما بالأَلف.

  وأَجْهَتْ إِلينا السماءُ: انكشفتْ.

  وأَجْهَتِ الطريقُ: انكشفتْ ووَضَحَتْ، وأَجْهَيْتُها أَنا.

  وأَجْهَى البيتَ: كشَفَه.

  وبَيْتٌ أَجْهَى بَيِّنُ الجَهَا ومُجْهىً: مكشوف بلا سقف ولا سِتْر، وقد جَهِيَ جَهاً.

  وأَجْهَى لك الأَمرُ والطريقُ إِذا وَضَحَ.

  وجَهِيَ البيتُ، بالكسر، أَي خَرِبَ، فهو جاه.

  وخِباءٌ مُجْه: لا ستر عليه.

  وبيوت جُهْوٌ، بالواو، وعنز جَهْواء: لا يَسْتُر ذَنَبُها حَياءَها.

  وقال أَبو زيد: الجَهْوَةُ الدُّبر.

  وقالت أُم حاتم العنزية⁣(⁣١): الجَهَّاءُ والمُجْهِيَةُ الأَرض التي ليس فيها شجر.

  وأَرض جَهَّاءُ: سواءٌ ليس بها شيء.

  وأَجْهَى الرجلُ: ظَهَر وبَرَزَ.

  جوا: الجَوُّ: الهَواء؛ قال ذو الرمة:

  والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ

  وقال أَيضاً:

  وظَلَّ للأَعْيَسِ المُزْجِي نَوَاهِضَه ... في نَفْنَفِ الجَوِّ، تَصْوِيبٌ وتَصْعِيدُ

  ويروى: في نَفْنَفِ اللُّوحِ.

  والجَوُّ: ما بين السماء والأَرض.

  وفي حديث علي، رضوان الله عليه: ثم فتَقَ الأَجْواءَ وشَقَّ الأَرْجاءَ؛ جمع جَوٍّ وهو ما بين السماء والأَرض.

  وجَوُّ السماء: الهواء الذي بين السماء والأَرض.

  قال الله تعالى: أَلم يروا إِلى الطير مُسَخَّرات في جَوِّ السماء؛ قال قتادة: في جَوِّ السماء في كَبِدِ السماء، ويقال كُبَيْداء السماء.

  وجَوُّ الماء: حيث يُحْفَر له؛ قال:

  تُراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي

  والجُوَّة: القطعة من الأَرض فيها غِلَظ.

  والجُوَّةُ: نُقْرة.

  ابن سيده: والجَوُّ والجَوَّة المنخفض من الأَرض؛ قال أَبو ذؤيب:

  يَجْري بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ، كأَنْضاحِ ... الخزاعي جازت رَنْقَها الرِّيحُ⁣(⁣٢)

  والجمع جِوَاءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  إِنْ صابَ ميثاً أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه

  قال الأَزهري: الجِوَاءُ جمع الجَوِّ؛ قال زهير:

  عَفَا، من آلِ فاطِمة، الجِوَاءُ

  ويقال: أَراد بالجواء موضعاً بعينه.

  وفي حديث سليمان: إِنَّ لكلِّ امرِئٍ جَوَّانِيّاً وبَرَّانِيّاً فمن أَصلحَ جَوَّانِيَّه أَصلحَ الله بَرَّانِيَّه؛ قال ابن الأَثير: أَي باطناً وظاهراً وسرّاً وعلانية، وعنى بجَوَّانِيَّه سرَّه وببرَّانِيَّه عَلانِيَتَه، وهو منسوب إِلى جَوِّ البيت وهو داخله، وزيادة الأَلف والنون للتأْكيد.

  وجَوُّ كلِّ شيءٍ: بَطْنُه وداخله، وهو الجَوَّةُ أَيضاً؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤيب:

  يَجْرِى بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ، كأَنْضاحِ ... الخُزاعى حازَتْ رَنْقَه الرِّيحُ

  قال: وجَوَّته بطنُ ذلك الموضع؛ وقال آخر:

  ليست تَرَى حَوْلَها شخصاً، وراكِبُها ... نَشْوانُ في جَوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ

  والجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، تقول منه: جَوِيَ الرجل، بالكسر، فهو جَوٍ مثل دَوٍ؛ ومنه قيل للماء المتغير المُنْتِن: جَوٍ؛ قال الشاعر:

  ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب ... لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْروقُ


(١) قوله [أم حاتم العنزية] كذا بالأصل، والذي في التهذيب: أم جابر العنبرية.

(٢) قوله [كأنضاح الخزاعي] هكذا في الأصل والتهذيب.