لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 159 - الجزء 14

  وجِياوَةُ: بطن من باهِلَة.

  وجاوَى بالإِبل: دعاها إِلى الماء وهي بعيدة منه؛ قال الشاعر:

  جاوَى بها فهاجَها جَوْجاتُه

  قال ابن سيده: وليست جاوَى بها من لفظ الجَوْجاةِ إِنما هي في معناها، قال: وقد يكون جاوَى بها من ج وو.

  وجوٌّ: اسم اليمامة كأَنها سميت بذلك؛ الأَزهري: كانت اليَمامة جَوّاً؛ قال الشاعر:

  أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا

  قال الأَزهري: الجَوُّ ما اتسع من الأَرض واطْمَأَنَّ وبَرَزَ، قال: وفي بلاد العرب أَجْوِيَة كثيرة كل جَوٍّ منها يعرف بما نسب إِليه.

  فمنهما جَوُّ غِطْرِيف وهو فيما بين السِّتارَيْن وبين الجماجم⁣(⁣١)، ومنها جوُّ الخُزامَى، ومنها جَوُّ الأَحْساء، ومنها جَوُّ اليَمامة؛ وقال طَرَفة:

  خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري

  قال أَبو عبيد: الجَوُّ في بيت طَرَفة هذا هو ما اتَّسع من الأَوْدية.

  والجَوُّ: اسم بلد، وهو اليَمامة يَمامةُ زَرْقاءَ.

  ويقال: جَوٌّ مُكْلِئٌ أَي كثير الكلإِ، وهذا جَوٌّ مُمْرِعٌ.

  قال الأَزهري: دخلت مع أَعرابي دَحْلاً بالخَلْصاءِ، فلما انتهينا إِلى الماء قال: هذا جَوٌّ من الماء لا يُوقف على أَقصاه.

  الليث: الجِوَاءُ موضع، قال: والفُرْجَةُ التي بين مَحِلَّة القوم وسط البيوت تسمى جِوَاءً.

  يقال: نزلنا في جِواءِ بني فلان؛ وقول أَبي ذؤيب:

  ثم انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم، وقَدْ بَلَغُوا ... بَطْنَ المَخِيمِ، فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا

  قال ابن سيده: المَخِيمُ والجَوُّ موضعان، فإِذا كان ذلك فقد وضَعَ الخاصَّ موضع العام كقولنا ذَهَبْتُ الشامَ؛ قال ابن دريد: كان ذلك اسماً لها في الجاهلية؛ وقال الأَعشى:

  فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ من مَنازِلِهِم ... وهَدّمُوا شاخِصَ البُنْيانِ فَاتَّضَعا

  وجَوُّ البيت: داخِلُه، شاميّة.

  والجُوَّة، بالضم: الرُّقْعَة في السِّقاء، وقد جَوَّاه وجَوَّيْته تَجْوِيَة إِذا رَقَعْته.

  والجَوْجاةُ: الصوتُ بالإِبِل، أَصلُها جَوْجَوَةٌ؛ قال الشاعر:

  جاوَى بها فَهاجَها جَوْجاتُه

  ابن الأَعرابي: الجَوُّ الآخِرةُ.

  جيا: الجِيّة، بغير همز: الموضع الذي يجتمع فيه الماء كالجِيئَةِ، وقيل: هي الركيَّة المُنْتِنَة.

  وقال ثعلب: الجِيَّة الماءُ المُسْتَنْقِعُ في الموضع، غير مهموز، يشدّد ولا يشدّد.

  قال ابن بري: الجِيَّة، بكسر الجيم، فِعْلَة من الجَوِّ، وهو ما انخفض من الأَرض، وجمعها جِيٌّ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

  مِنْ فَوْقِه شَعَفٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه ... جِيٌّ تَنَطَّقُ بالظَّيَّانِ والعَتَمِ⁣(⁣٢)

  وفي الحديث: أَنَّه مَرَّ بنَهْرٍ جَاوَرَ جِيَّةً مُنْتِنَةً؛ الحِيَّة، بالكسر غير مهموز: مجتَمَع الماء في هَبْطَةٍ، وقيل: أَصلها الهمز، وقد تخفف الياء.

  وفي حديث نافِعِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ: وترَكُوكَ بينَ قَرْنِها والْجِيَّة؛ قال الزمخشري: الجِيَّةُ بوزن النِّيَّة، والجَيَّةُ بوزن المَرَّة، مُسْتَنْقَعُ الماءِ.

  وقال الفراء في الجِئَة: هو الذي تسيل إِليه المياه؛ قال شمر:


(١) قوله [وبين الجماجم] كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: وبين الشواجن.

(٢) قوله [من فوقه شعف] هكذا في الأصل هنا، وتقدّم في مادة عتم:

من فوقه شعب...