لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 165 - الجزء 14

  وفي حديث عمر، ¥: فإِذا حَصير بين يديه عليه الذهب مَنْثوراً نَثْرَ الحَثَى؛ هو، بالفتح والقصر: دُقاق التبن، والواحدة من كل ذلك حَثَاة.

  والحَثَى: قشور التمر، يكتب بالياء والأَلف، وهو جمع حَثَاة، وكذلك الثَّتَا، وهو جمع ثَتَاة: قشورُ التمرِ ورديئُه.

  والحاثِياءُ: تراب جُحْر اليَرْبوع الذي يَحْثُوه برجله، وقيل: الحَاثِياءُ جحر من جِحَرة اليربوع؛ قال ابن بري: والجمع حَوَاثٍ.

  قال ابن الأَعرابي: الحاثِياءُ تراب يخرجه اليربوع من نافِقائِه، بُني على فاعِلاءَ.

  والحَثَاة: أَن يؤكل الخبز بلا أُدْمٍ؛ عن كراع بالواو والياء لأَن لامها تحتملهما معاً؛ كذلك قال ابن سيده:

  حجا: الحِجَا، مقصور: العقل والفِطْنة؛ وأَنشد الليث للأَعشى:

  إِذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ ... تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزائِر

  والجمع أَحْجاءٌ؛ قال ذو الرمة:

  ليَوْم من الأَيَّام شَبَّه طُولَه ... ذَوُو الرَّأْي والأَحْجاءِ مُنْقَلِعَ الصَّخْرِ

  وكلمة مُحْجِيَةٌ: مخالفة المعنى للفظ، وهي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّة، وقد حاجَيْتُه مُحاجاةً وحِجاءً: فاطَنْتُه فَحَجَوْتُه.

  وبينهما أُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها، وأُدْعِيَّةٌ في معناها.

  وقال الأَزهري: حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه إِذا أَلقيتَ عليه كلمة مُحْجِيَةً مخالفةَ المعنى للفظ، والجَواري يَتَحاجَيْنَ.

  وتقول الجاريةُ للأُخْرَى: حُجَيَّاكِ ما كان كذا وكذا.

  والأُحْجِيَّة: اسم المُحاجاة، وفي لغة أُحْجُوَّة.

  قال الأَزهري: والياء أَحسن.

  والأُحْجِيّة والحُجَيَّا: هي لُعْبة وأُغْلُوطة يَتَعاطاها الناسُ بينهم، وهي من نحو قولهم أَخْرِجْ ما في يدي ولك كذا.

  الأَزهري: والحَجْوَى أَيضاً اسم المُحاجاة؛ وقالت ابنةُ الخُسِّ:

  قالت قالَةً أُخْتِي ... وحَجْوَاها لها عَقْلُ:

  تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ ... وما يُدْريك ما الدَّخْلُ؟

  وتقول: أَنا حُجَيَّاك في هذا أَي من يُحاجِيكَ.

  واحْتَجَى هو: أَصاب ما حاجَيْتَه به؛ قال:

  فنَاصِيَتي وراحِلَتي ورَحْلي ... ونِسْعا ناقَتي لِمَنِ احْتَجَاها

  وهم يَتَحاجَوْنَ بكذا.

  وهي الحَجْوَى.

  والحُجَيَّا: تصغير الحَجْوى.

  وحُجَيَّاك ما كذا أَي أُحاجِيكَ.

  وفلان يأْتينا ب الأَحاجِي أَي بالأَغاليط.

  وفلان لا يَحْجُو السِّرَّ أَي لا يحفظه.

  أَبو زيد: حَجا سِرَّه يَحْجُوه إِذا كتمه.

  وفي نوادر الأَعراب: لا مُحاجاةَ عندي في كذا ولا مُكافأَة أَي لا كِتْمان له ولا سَتْر عندي.

  ويقال للراعي إِذا ضيع غنمه فتفرَّقت: ما يَحْجُو فلانٌ غَنَمه ولا إِبِلَه.

  وسِقاء لا يَحْجُو الماءَ: لا يمسكه.

  ورَاعٍ لا يَحْجُو إِبله أَي لا يحفظها، والمصدر من ذلك كله الحَجْو، واشتقاقه مما تقدم؛ وقول الكميت:

  هَجَوْتُكُمْ فَتَحَجَّوْا ما أَقُول لكم ... بالظَّنِّ، إِنكُمُ من جارَةِ الجار

  قال أَبو الهيثم: قوله فَتَحَجَّوْا أَي تفَطَّنوا له وازْكَنُوا، وقوله من جارة الجار أَراد: إِن أُمَّكم ولدتكم من دبرها لا من قبلها؛ أَراد: إِن آباءكم يأْتون