لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 168 - الجزء 14

  قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن تحجَّى فقال معناه زَمْزَمَ، قال: وكأَنهما لغتان إِذا فتَحتَ الحاء قصرت وإِذا كسرتها مددت، ومثله الصَّلا والصِّلاءُ والأَيا والإِياءُ للضوء؛ قال: وتكَنَّى لَزِمَ الكِنَّ؛ وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث: قيل هو من الحَجاة السِّتر.

  واحْتَجاه إِذا كتَمَه.

  والحَجاةُ: نُفَّاخة الماء من قطر أَو غيره؛ قال:

  أُقْلِّبُ طَرْفي في الفَوارِسِ لا أَرَى ... حِزَاقاً، وعَيْنِي كالحَجاةِ من القَطْرِ⁣(⁣١)

  وربما سموا الغدير نفسه حَجاةً، والجمع من كل ذلك حَجَىً، مقصور، وحُجِيٌّ.

  الأَزهري: الحَجاةُ فُقَّاعة ترتفع فوق الماء كأَنها قارورة، والجمع الحَجَوات.

  وفي حديث عمرو: قال لمعاوية فإِنَّ أَمرَك كالجُعْدُبَة أَو كالحَجاةِ في الضعف؛ الحَجاة، بالفتح: نُفَّاخات الماء.

  واستَحْجَى اللحمُ: تغير ريحه من عارض يصيب البعيرَ أَو الشاة أَو اللحمُ منه.

  وفي الحديث: أَنَّ عُمر طاف بناقة قد انكسرت فقال والله ما هي بِمُغِدٍّ فيَسْتَحْجِيَ لَحْمُها، هو من ذلك؛ والمُغِدُّ: الناقة التي أَخذتها الغُدَّة وهي الطاعون.

  قال ابن سيده: حملنا هذا على الياء لأَنا لا نعرف من أَي شيء انقلبت أَلفه فجعلناه من الأَغلب عليه وهو الياء، وبذلك أَوصانا أَبو علي الفارسي |.

  وأَحْجاءٌ: اسم موضع؛ قال الراعي:

  قَوالِص أَطْرافِ المُسُوحِ كأَنَّها ... برِجْلَةِ أَحْجاءٍ، نَعامٌ نَوافِرُ

  حدا: حَدَا الإِبِلَ وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْواً وحُدَاءً، ممدود: زَجَرَها خَلْفَها وساقَها.

  وتَحادَتْ هي: حَدَا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن جؤية:

  أَرِقْتُ له حتَّى إِذا ما عُرُوضُه ... تَحادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها

  ورجلٌ حادٍ وحَدَّاءٌ؛ قال:

  وكانَ حَدَّاءً قُراقِرِياً

  الجوهري: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها.

  ويقال للشَّمالِ حَدْواءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج:

  حَدْواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ ... تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ

  وبينهم أُحْدِيّة وأُحْدُوَّة أَي نوع من الحُدَاء يحْدُونَ به؛ عن اللحياني.

  وحَدَا الشيءَ يَحْدُوه حَدْواً واحْتَدَاه: تبعه؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

  حتى احتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ

  وحَدِيَ بالمكان حَداً: لزمه فلم يَبْرَحْه.

  أَبو عمرو: الحَادِي المتعمد للشيء.

  يقال: حَدَاه وتَحَدَّاه وتَحَرَّاه بمعنى واحد، قال: ومنه قول مجاهد: كنتُ أَتَحَدَّى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم.

  وهو حُدَيَّا الناسِ أَي يَتَحَدَّاهم ويَتَعَمَّدهم.

  الجوهري: تَحَدَّيْتُ فلاناً إِذا بارَيْته في فعل ونازَعْته الغَلَبةَ.

  ابن سيده: وتحَدَّى الرجلَ تعمَّدَه، وتَحَدَّاه: باراه ونَازَعه الغَلَبَةَ، وهي الحُدَيَّا.

  وأَنا حُدَيَّاك في هذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي فيه؛ قال عمرو بن كلثوم:

  حُدَيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً ... مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا

  وفي التهذيب تقول: أَنا حُدَيَّاكَ بهذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي وَحْدك وجارِنِي؛ وأَنشد:

  حَدَيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً ... لِنَغْلِبَ في الخُطُوب الأَوَّلِينَا


(١) قوله [حزاقاً وعيني إلخ] كذا بالأَصل تبعاً للمحكم، والذي في التهذيب:

وعيناي فيها كالحجاة...