[فصل الخاء المعجمة]
  كثيرة الدَّبا.
  وأَرضٌ مُدْبَيَةٌ ومُدَبِّيَة، كلتاهما: من الدَّبا.
  وأَرض مُدْبِيَةٌ ومَدْباةٌ: كثيرة الدَّبا.
  وأَرض مَدْبِيَّة ومَدْبُوَّةٌ: أَكل الدَّبا نَبْتَها.
  وأَدْبَى الرِّمْثُ والعَرْفَجُ إذا ما أَشْبَه ما يخرج من ورِقِه الدَّبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤْكلَ.
  وجاءَ بِ دَبى دُبَيّ ودَبَى دُبَيَّيْنِ ودَبَى دَبَيَيْنِ؛ عن ثعلب، يقال ذلك في موضع الكَثْرة والخَيرِ والمالِ الكثِير، فالدَّبى معروف؛ ودُبَيٌّ: موضع واسع، فكأَنه قال: جاء بمال كدَبَى ذلك الموضع الواسع.
  ابن الأَعرابي: جاءَ فلانٌ بِ دَبَى دَبَى إذا جاء بمال كالدَّبَى في الكثرة.
  ودُبَيٌّ: موضع لَيِّنٌ بالدَّهْناء يأْلفه الجراد فيبيض فيه.
  والدَّبى: موضع.
  ودَبى: سوقٌ من أَسواق العرب.
  ودُبَيَّة: اسم رجل.
  قال ابن سيده: وهذا كله بالياء لأَن الياء فيه لام، فأَما مَدْبُوَّةٌ فنَوْعٌ من المُعاقَبة.
  والدُّبَّاءُ: القَرْعُ على وزن المُكَّاءِ، واحِدته دُبَّاءَةٌ.
  قال اللحياني: ومما تُؤَخِّذُ به نساء العرب الرجالَ أَخَّذْتُه بِدُبَّاءْ مُمَّلٍا منَ الماءْ، مُعَلَّقٍ بتِرْشاءْ، فلا يَزَلْ في تِمْشاءْ، وعَيْنُه في تِبْكاءْ، ثم فسره فقال: التِّرْشاءُ الحَبْل، والتِّمشاءُ المَشْيُ، والتِّبْكاءُ البُكاءُ.
  والدَّبَّةُ: كالدُّبَّاء؛ ومنه قول الأَعرابي: قاتَلَ الله فُلانة كأَنَّ بَطْنَها دَبَّةٌ.
  وفي الحديث عن النبي، ﷺ: أَنه نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ؛ وهو أَوعية كانوا يَنْتَبِذُون فيها وضَرِيَت فكان النَّبيذُ فيها يغلي سريعاً ويُسْكِر، فنهاهم عن الْانْتِباذ فيها، ثم رَخَّص، ﷺ، في الانْتِباذ فيها بشرط أَن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر، وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإِسلام، ثم نسخ، وهو المذهب، وذهب مالك وأَحمد إلى بقاء التحريم؛ ووزن الدُّبَّاء فُعَّال ولامُه همزة لأَنه لم يُعْرف انْقلاب لامه عن واو أو ياء؛ قاله الزمخشري؛ قال ابن الأَثير: وأَخرجه الهروي في دبب على أَن الهمزة زائدة، وأَخرجه الجوهري في المعتل على أَن همزته منقلبة، قال: وكأَنه أَشبه، والله أَعلم؛ وقال:
  إذا أَقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَةٌ ... من الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ
  وهذا البيت في الصحاح منسوب لامرئ القيس وهو:
  وإنْ أَدْبَرَتْ قلتَ: دُبَّاءَةٌ ... منَ الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ
  دجا: الدُّجى: سَوادُ الليلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لا ترى نَجْماً ولا قمَراً، وقيل: هو إذا أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ ولَيْس هو من الظُّلْمة، وقالوا: لَيْلة دُجىً وليالً دُجىً، لا يُجْمع لأَنه مصدر وُصِفَ به، وقد دَجا الليلُ يدْجُو دَجْواً ودُجُوّاً، فهو داجٍ ودَجِيٌّ، وكذلك أَدْجى وتَدجَّى الليل؛ قال لبيد:
  واضْبِطِ الليلَ، إذا رُمْتَ السُّرى ... وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعْتَدَلْ
  فَوْرَتُه: ظُلْمَتُه.
  وتَدَجِّيه: سكونُه؛ وشاهد أَدْجى الليلُ قول الأَجْدَعِ الهَمْداني:
  إذا الليلُ أَدْجى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُه ... وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ حَوائِمُ
  الأَفْراطُ: جمع فُرُطٍ وهي الأَكَمة.
  وكلُّ ما أَلْبَس فقد دجا؛ قال الشاعر:
  فما شِبْه كَعْبٍ غَيرَ أَغْتَمَ فاجِرٍ ... أَبى، مُذْ دَجا الإِسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ