لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 255 - الجزء 14

  تدفع، فإن كان هذا فليس من هذا الباب.

  وقد أْدَّرَيْت دَرِيَّة وتَدَرَّيت.

  والدَّرِيّة: الوحش من الصيد خاصة.

  التهذيب: الأَصمعي الدَّرِيّة، غير مهموز، دابَّة يستتر بها الصائد الذي يرمي الصيد ليصيده، فإذا أَمكنَه رمى، قال: ويقال من الدَّرِيّة ادَّرَيْت ودَرَيْت.

  ابن السكيت: انْدَرَأْتُ عليه انْدِراءً، قال: والعامة تقول انْدَرَيْت.

  الجوهري: وتَدَرَّاه وادَّراه بمعنى خَتَله، تَفَعَّل وافْتَعَل بمعنى؛ قال سُحَيم:

  وماذا يَدَّرِي الشُّعَراءُ مِنِّي ... وقَدْ جاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ؟

  قال يعقوب: كسر نون الجمع لأَن القوافي مخفوضة، أَلا ترى إلى قوله:

  أَخو خَمْسِين مُجْتَمعٌ أَشُدِّي ... ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ

  وادَّرَوْا مكاناً: اعْتَمَدوه بالغارة والغَزْو.

  التهذيب: بنو فلان ادَّرَوْا فلاناً كأَنَّهم اعْتَمَدوه بالغارة والغزو؛ وقال سُحَيم بن وَثيل الرياحي:

  أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ ... مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا

  والمُدَارَاةُ في حُسْن الخُلُق والمُعاشَرةِ مع الناس يكونُ مهموزاً وغير مهموز، فمن همزه كان معناه الاتِّقاءَ لشَرِّه، ومن لم يهمزه جعله من دَرَيْت الظَّبْي أَي احْتَلْت له وخَتَلْته حتى أَصِيدَه.

  ودَارَيْته من دَرَيْت أَي خَتَلْت.

  الجوهري: ومُدَارَاة الناس المُداجاة والمُلايَنَة؛ ومنه الحديث: رأْس العَقْلِ بعدَ الإِيمانِ بالله مُدَارَاةُ الناسِ أَي مُلايَنَتُهُم وحُسنُ صُحْبَتِهِم واحْتِمالُهُم لئَلَّا يَنْفِروا عَنْكَ.

  ودَارَيت الرجلَ: لايَنْته ورَفَقْت به، وأَصله من دَرَيْت الظَّبْي أَي احْتَلْت له وخَتَلْته حتى أَصيدَه.

  ودَارَيْتُه ودَارأْته: أَبْقَيْته، وقد ذكرناه في الهمز أَيضاً.

  ودارأْت الرجلَ إذا دَافَعْتَه، بالهمز، والأَصل في التداري التَّدارُؤُ، فَتُرِكَ الهَمْز ونُقِلَ الحرف إلى التشبيه بالتقاضي والتداعي.

  والدَّرْوانُ: ولَدُ الضِّبْعانِ من الذِّئْبة؛ عن كراع.

  والمِدْرَى والمِدْراة والمَدْرِيَةُ: القَرْنُ، والجمع مَدارٍ ومَدارَى، الأَلف بدل من الياء.

  ودَرَى رَأْسَه بالمِدْرى: مَشَطَه.

  ابن الأَثير: المِدْرَى والمِدْرَاةُ شيء يُعْمَل من حديد أَو خشب على شكل سنّ من أَسْنان المُشْطِ وأَطْولُ منه، يُسَرَّحُ به الشَّعَر المُتَلَبِّدُ ويَستَعمله من لم يكن له مُشْط؛ ومنه حديث أُبيّ: أَن جاريةً له كانَت تَدَّري رأْسَه بِمِدْراها أَي تُسَرِّحُه.

  يقال: ادَّرَت المرأَة تَدَّرِي ادِّراءً إذا سَرَّحَتْ شعرها به، وأَصلها تَدْتَري، تَفْتَعِل من استعمال المِدْرى، فأُدغمت التاء في الدال.

  وقال الليث: المِدْراةُ حديدة يُحَكُّ بها الرأْس يقال لها سَرْخارَه، ويقال مِدْرىً، بغير هاء، ويُشَبَّه قَرْنُ الثَّوْرِ به؛ ومنه قول النابغة:

  شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرى فأَنْفَذَها ... شَكَّ المُبَيْطِرِ إذْ يَشْفِيِ مِنَ العَضَدِ

  وفي حديث النبي، : أَنه كان في يَدِه مِدْرىً يَحُكُّ بها رأْسَه فَنَظَر إلَيْه رَجلٌ من شَقِّ بابه قال: لو عَلِمْتُ أَنَّك تَنْظُر لَطَعَنْتُ به في عَيْنِكَ.

  فقال: وربما قالوا للمِدْراةِ مَدْرِيَة، وهي التي حدِّدَت حتى صارت مِدْراةً؛ وحدث المنذري أَن الحربي أَنشده: