لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 256 - الجزء 14

  ولا صُوار مُدَرَّاةٍ مَناسِجُها ... مثلُ الفريدِ الذي يَجْري مِنَ النِّظْمِ

  قال: وقوله مُدَرَّاة كأَنها هُيِّئَت بالمِدْرى من طول شعرها، قال: والفَرِيدُ جمع الفريدة، وهي شَذْرة من فضة كاللؤلؤ، شَبَّه بياض أَجسادها كأَنها الفضة.

  الجوهري في المِدْراةِ قال: وربما تُصْلِحُ بها الماشطة قُرُونَ المِّساء، وهي شيء كالمِسَلَّة يكون مَعَها؛ قال:

  تَهْلِكُ المِدْراةُ في أَكْنافِه ... وإِذا ما أَرْسَلَتْه يَعْتَفِرْ

  ويقال: تَدَرَّت المرأَة أَي سَرَّحت شعَرها.

  وقولهم جَأْبُ المِدْرى أَي غَلِيظ القَرْنِ، يُدَلّ بذلك على صِغَر سِنِّ الغزال لأَن قَرْنَه في أَول ما يطلع يغلظ ثم يدق بعد ذلك؛ وقول الهذلي:

  وبالترك قد دمها ... وذات المُدارأَة الغائط⁣(⁣١)

  المدمومة: المطلية كأَنها طليت بشحم.

  وذات المدارأَة: هي الشديدة النفس فهي تُدْرأُ؛ قال ويروى:

  وذات المداراة والغائط

  قال: وهذا يدل على أَن الهمز فيه وترك الهمز جائز.

  درحي: الجوهري: الدَّرْحايَةُ الرجُلُ الضَّخْم القصير، وهي فِعْلايَةٌ؛ قال الراجز:

  عَكَوَّكاً، إذا مَشَى، دِرْحايَه ... تَحْسِبُني لا أَعرفُ الحُدايَه

  قال الشيخ: دِرْحاية ينبغي أَن يكون في باب الحاء وفصل الدال والياء آخره زائدة لأَن الياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة.

  دسا: دَسَى يَدْسَى: نقيضُ زَكا.

  الليث: دَسا فلان يَدْسُو دَسْوَةً، وهو نقيض زَكا يَزْكُو زَكَاةً، وهو داسٍ لا زاكٍ، ودَسَّى نَفْسَه.

  قال: ودَسَى يَدْسَى لغة، ويَدْسُو أَصوب.

  ابن الأَعرابي: دَسا إذا اسْتَخَفَى.

  قال أَبو منصور: وهذا يقرب مما قال الليث، قال: وأَحسبهما ذهبا إلى قلب حرف التضعيف، واعتبر الليث ما قاله في دَسى من قوله ø: قد أَفلح من زَكَّاها وقد خاب مَنْ دَسّاها؛ أَي أَخفاها، وقد تقدم قولنا إِنَّ دَسّاها في الأَصل دَسَّسها، وإِن السينات توالت فقلبت إحداهن ياءً، وأَما دَسَّى غيرَ مُحَوَّل عن المضعف من باب الدَّسِّ فلا أَعرفه ولا أَسمعه، والمعنى خاب من دَسَّى نفسَه أَي أَخْمَلها وأَخَسَّ حَظِّها، وقيل خابت نفسٌ دَسّاها الله ø.

  وكل شيء أَخْفَيْته وقلَّلْته فقد دَسَسْته، روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:

  نَزُورُ امْرَأَ أَما الإِلَه فَيَتَّقِي ... وأَمّا بِفعْلِ الصالِحِينَ فيأْتَمِي

  قال: أَراد فيَأْتَمُّ.

  قال أَبو الهيثم: دَسَّى فلان نفْسَه إذا أَخفاها وأَخملها لُؤْماً مخافة أَن يتَنَبَّه له فيُستضافَ.

  ودسَا الليلُ دَسْواً ودَسْياً: وهو خلاف زَكَا.

  ودَسَّى نفْسَه.

  وتَدَسَّى ودَسّاه: أَغراه وأَفْسَدَه.

  وفي التنزيل: وقد خابَ من دَسّاها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيِّء:

  وأَنتَ الذي دَسَّيْتَ عَمْراً، فأَصْبَحَت ... نِساؤُهُمُ منهم أَرامِلُ ضُيَّعُ

  قال: دَسَّيْت أَغْوَيْت وأَفسدْت، وعمرو قبيلة.

  دشا: ثعلب عن ابن الأَعرابي: دَشَا إذا غاصَ في الحرب.


(١) قوله [

وبالترك قد دمها

الخ] هذا البيت هو هكذا في الأَصل.