لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 265 - الجزء 14

  إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما ... يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما⁣(⁣١)

  وأَنشد لآخر في المفرد:

  دَلْوَكَ إني رافعٌ دَلاتي

  وأَنشد لآخر:

  أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتي

  وقوله في حديث عثمان، ¥: تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاة؛ قال ابن الأَثير: هو جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ، وهو النازِعُ في الدَّلْوِ المُسْتَقِي بها الماءَ من البئر.

  يقال: أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إذا أَرسلتها في البئر، ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا أَخرجْتها، ومعنى الحديث تواضعت لكم وتَطامَنْتُ كما يَفْعَل المُستقي بالدَّلْوِ.

  ومنه حديث ابن الزبير: أَن حبَشِيّاً وقع في بئرِ زمزم فأَمرَهُم أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه، وقيل: الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلاً جمع فَلاةٍ.

  والدَّلاة أَيضاً: الدَّلْوُ الصغيرة؛ وقول الشاعر:

  آلَيْتُ لا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا ... دَلاتَه، إني أُحِبُّ الأَسْوَدا

  يريد بِدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ، والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه.

  ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها إذا أَرْسَلْتها في البئر لِتَسْتَقِيَ بها أُدْليها إدلاءً، وقيل: أَدْلاها أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بها، ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها، تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أَخرجَتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأَى؛ قال الراجز العجاج:

  يَنْزِعُ من جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال

  أَي نَزْعُ النازعِ.

  ودَلَوْتُ الدَّلْوَ: نَزَعْتُها.

  قال الجوهري: وقد جاء في الشعر الدَّالي بمعنى المُدْلي؛ وهو قول العجاج:

  يَكْشِفُ، عن جَمَّاتِه، دَلْوُ الدَّالْ ... عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ

  يعني المُدْليَ؛ قال ابن بري: ومثله لرؤبة:

  يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي

  أي مُغْضٍ، قال: وقال عليّ بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة في تفسير بيت العجاج آخرهم ثعلب، قال: يعني كونهم قَدَّرُوا الدَّاليَ بمعنى المُدْلي؛ قال ابن حمزة: وإنما المعنى فيه أَنه لما كان المُدْلي إذا أَدْلى دَلْوَه عادَ فَ دَلاها أَي أَخرجها مَلأَى قال دَلْوُ الدَّالْ كما قال النابغة:

  مِثْل الإِماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما

  وإنما تحملها عند الرَّواح، فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ قال: مثل الإِماء الغَوادِي.

  ويقال: دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها.

  وفي قصة يوسف: فأَدْلَى دَلْوَه قال يا بُشْرَى.

  ودَلَوْتُ بفلان إليك أَي اسْتَشْفَعْتُ به إليك.

  قال عمر لما اسْتَسْقَى بالعباس، ®: اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إليك بعَمِّ النبي، ، وقَفِيَّةِ آبائِه وكُبْرِ رِجاله دَلَوْنا به إليكَ مُسْتَشْفِعين؛ قال الهروي: معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا؛ قال ابن سيده: وأُرَى معناه أَنهم تَوَسَّلُوا بالعباس إلى رَحْمةِ الله وغِياثِه كما يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلى الماء؛ قال ابن الأَثير: هو من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ به إلى الماء، وقيل: أَراد به أَقْبَلْنا وسُقْنَا، من الدَّلْوِ وهو السَّيْرُ الرَّفِيقُ.

  وهو يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ بها.

  والدَّلْوُ: سِمَةٌ للإِبل.

  وقولهم: جاء فلانٌ بالدَّلْوِ


(١) قوله [مخج الدلا] ضبط الدلا هنا بالفتح، وضبط في غير موضع من اللسان وغيره بكسر الدال.