لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 370 - الجزء 14

  حتى اسْتفاضَ الماءُ يَسْبِيه السابْ

  وسَبَأُ: حيٌّ من اليَمَن، يُجْعَل اسماً للحَيِّ فيُصرفُ، واسماً للقَبيلة فلا يُصْرف.

  وقالوا للمُتَفَرِّقينَ: ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأَ وأَيادِي سَبَأَ أَي مُتَفَرِّقينَ، وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً مثل مَعدي كرب، وهو مصروف لأَنه لا يقع إلا حالاً، أَضَفْتَ أَو لم تُضِفْ؛ قال ابن بري: وشاهد الإِضافة قول ذي الرمة:

  فيا لَكِ من دارٍ تَحَمَّلَ أَهْلُها ... أيادِي سَبَا بَعْدِي، وطالَ اجْتِنابُها

  قال: وقوله، وهو مصروف لأَنه لا يقع إلَّا حالاً أَضفت أَو لم تضف، كلام متناقض، لأَنه إذا لم تُضِفْه فهو مركَّب، وإذا كان مُرَكباً لم ينَوّن وكان مبنياً عند سيبويه مثل شَغَرَ بَغَرَ وبَيْتَ بَيْتَ من الأَسماء المركبة المبنية مثل خَمْسةَ عَشَر، وليس بمَنْزِلَة مَعْدِي كَرِبَ لأَن هذا الصنف من المركب المُعْرَب، فإن جعلته مثلَ مَعْدِي كَرِبَ وحَضْرَمَوْت فهو مُعْرَب إلا أَنه غير مصروف للتركيب والتعريف، قال: وقوله أَيضاً في إيجاب صرفه إنه حال ليس بصحيح لأَن الاسْمَين جميعاً في موضع الحال، وليس كون الاسم المركب إذا جعل حالاً مما يُوجِبُ له الصَّرْفَ.

  الأَزهري: والسّبِيَّة اسمُ رَمْلَةٍ بالدَّهناء.

  والسَّبِيَّة: دُرَّة يُخْرِجُها الغَوَّاص من البحر؛ وقال مزاحم:

  بَدَتْ حُسَّراً لم تَحْتَجِبْ، أَو سَبِيَّة ... من البحر، بَزَّ القُفْلَ عنها مُفِيدُها

  ستي: سَدى الثَّوْبَ يَسْديه وسَتاه يَسْتِيه؛ قال الشاعر:

  على عَلاةِ الأَمَةِ العَطُورِ ... تُصْبِحُ بعد العَرَق المَعْصُورِ

  (⁣١). كَدْراءَ مثلَ كُدْرَةِ اليَعْفُورِ ... يقول قطرْاها لقطْرٍ سِيري

  ويدُها للرِّجْلِ منها سُوري ... بهذه اسْتي، وبهذي نِيري

  ويقال: ما أَنت بلُحْمةٍ ولا سَداةٍ ولا سَتاةٍ؛ يضرب لمن لا يضُر ولا ينفع.

  الأَصمعي: الأَسْديُّ والأَسْتيُّ سعدى الثوب.

  ابن شميل: أَسْتى وأَسْدى ضدُّ أَلحَمَ.

  أَبو الهيثم: الأُسْتيُّ الثوب المُسَدَّى، وقال غيره: الأُسْتيُّ الذي يسميه النَّسَّاجون السَّتى هو الذي يُرْفع ثم تُدْخل الخيوطُ بين الخيوطِ، وذلك الأُسْتيُّ والنِّيرُ؛ وقول الحطَيئْة:

  مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ إذ جعلتْ

  قال: وهذا مثل قولِ الراعي:

  كأنه مُسْحَلٌ بالنِّيرِ مَنْشُورُ

  وقال ابن شميل: أَسْتَيْتُ الثوبَ بسَتاه وأَسْدَيْتُه؛ وقال الحُطَيئة يذكر طريقاً:

  مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيّ، قد جَعلتْ ... أَيدي المَطيِّ به عادِيَّةً رُكُبا

  وقال الشماخ:

  على أَن للْمَيْلاءِ أَطْلالَ دِمْنةٍ ... بأسْقُفَ تُسْتِيها الصَّبا وتُنِيرُها

  وقال ابن سيده: السَّتى والأُسْتيُّ خلاف لُحْمةِ الثوب كالسَّدى والأُسْديّ.

  وسَتَيْته: كسَديْتُه، أَلف كل ذلك ياءٌ.

  قال الجوهري: السَّتى، قصرٌ، لغة في سَدى الثوب؛ قال الراجز:

  رُبَّ خليل لي مَليحٍ رِدْيَتُه ... عليه سِرْبالٌ شديدٌ صُفْرَتُه،


(١) قوله [العطور] هكذا في الأصل، ولعله العظور بالظاء المعجمة.