لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 425 - الجزء 14

  بذلك تَسْعى فيها وتتَقَدَّم؛ ومنه حديث كعب يصف فتنة قال: ويَكونُ فيها فَتىً من قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ.

  ويقال: ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو؛ ومنه: أَنه كان للنبي، ، فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة.

  وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ بعيدُ الشَّحْوةِ أَي بعِيدُ الخَطْو.

  وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة، وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة.

  وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها أَي الفَمِ.

  وتَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ.

  أَبو سعيد: تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَه فيه، وأَصله التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ.

  وشَحاةُ: ماءٌ، وكذلك شَحا؛ قال:

  ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ

  وقد قيل: إنما هو وَشْحى، فاحتاج الشاعر فغَيَّره.

  الأَزهري: الفراء شَحا ماءَةٌ لبعض العرب، يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف، لأَنه يقال شَحَوْت وشحَيْت ولا تُجْرِيها، تقول هذه شَحى، فاعلم.

  قال ابن الأَعرابي: سَجا، بالسين والجيم، اسم بئرٍ، قال: وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى، بفتح الواو وتسكين الشين؛ قال الراجز:

  صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا

  وقال ابن بري: شَحى اسم بئرٍ؛ وأَنشد:

  ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ

  قال: وهذا قول الفراء، قال: وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ مَشْحُوّ، قال ابن بري: وأَما ابن الأَعرابي فقال: هي سَجا بالسين والجيم، قال: وهو الصحيح، وقول الفراء غلط.

  وأَشْحى: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس:

  قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى، ومَدْفَعُه ... أَكْنافُ أَشْحى، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ⁣(⁣١)

  شخا: ابن الأَعرابي: الخَشا الزرع الأَسْودُ من البَرْد، قال: والشَّخا السَّبَخةُ، والله أَعلم.

  شدا: الشَّدْوُ: كلُّ شيءٍ قليلٍ من كثيرٍ.

  شَدا من العِلْمِ والغِناءِ وغيرهما شيئاً شَدْواً: أَحْسَنَ منه طَرَفاً، وشَدا بصوته شَدْواً: مَدَّه بغِناءٍ أَو غيره.

  وشدَوْتُ الإِبِل شَدْواً: سُقْتُها.

  ابن الأَعرابي: الشادي المُغَنِّي، والشادي الذي تعَلَّم شيئاً من العِلْم والأَدَبِ والغِناءِ ونحوِ ذلك أَي أَخَذ طَرَفاً منه، كأَنه ساقه وجَمَعَه.

  وشَدَوْتُ إذا أَنشَدْتَ بيتاً أَو بيتين تمُدُّ بهما صوتَك كالغِناءِ.

  ويقال للمغني الشادي.

  وقد شَدا شِعْراً أَو غِناءً إذا غَنَّى أَو ترَنَّم به.

  ويقال: شَدَوْتُ منه بعضَ المعرفة إذا لم تعرفه معرفة جيِّدة؛ قال الأَخطل:

  فهُنَّ يَشْدُونَ مِنِّي بعضَ مَعْرِفةٍ ... وهُنَّ بالوَصْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ

  عَهِدْنَه شابّاً حَسَناً ثم رأَيْتَه بعد كِبَره فأَنكَرْنَ معرفته.

  قال أَبو منصور: وأَصل هذا من الشَّدا وهو البقيَّة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  فلو كانَ في ليْلى شَداً منْ خُصُومَةٍ

  أَي بَقيَّةٌ؛ قال أَبو بكر: الشدا حَدُّ كلِّ شيءٍ يكتَبُ بالأَلف، قال: والشَّدا من الأَذى؛ وأَنشد:

  فلو كان في لَيْلى شَداً من خُصومَةٍ ... لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا


(١) قوله [قعرية الخ] هكذا في الأَصل والمحكم.