لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل النون

صفحة 762 - الجزء 1

  وفي حديث نائل⁣(⁣١)، مولى عثمان: فقلنا لرباحِ بن المُغْتَرِفِ: لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العَرب أَي لو تَغَنَّيْتَ؛ وفي الصحاح: لو غَنَّيْتَ لنا غِناءَ العَرَب، وهو غِناءٌ لهم يُشْبِه الحُداءَ، إِلا أَنه أَرَقُّ منه.

  وقال أَبو عمرو: النَّصْبُ حُداءٌ يُشْبِه الغِناءَ.

  قال شمر: غِناءُ النَّصْبِ هو غِناءُ الرُّكْبانِ، وهو العَقِيرةُ؛ يقال: رَفَعَ عَقيرته إِذا غَنَّى النَّصْبَ؛ وفي الصحاح: غِناءُ النَّصْبِ ضَرْب من الأَلْحان؛ وفي حديث السائبِ بن يزيد: كان رَباحُ بنُ المُغْتَرِفِ يُحْسِنُ غِناءَ النَّصْبِ، وهو ضَرْبٌ من أَغانيّ العَرب، شَبيه الحُداءِ؛ وقيل: هو الذي أُحْكِمَ من النَّشِيد، وأُقِيمَ لَحْنُه ووزنُه.

  وفي الحديث: كُلُّهم كان يَنْصِبُ أَي يُغَنِّي النَّصْبَ.

  ونَصَبَ الحادي: حَدا ضَرْباً من الحُداءِ.

  والنَّواصِبُ: قومٌ يَتَدَيَّنُونَ ببِغْضَةِ عليّ، #.

  ويَنْصُوبُ: موضع.

  ونُصَيْبٌ: الشاعر، مصغَّر.

  ونَصيبٌ ونُصَيْبٌ: اسمان.

  ونِصابٌ: اسم فرس.

  والنَّصْبُ، في الإِعْراب: كالفتح، في البناءِ، وهو من مُواضَعات النحويين؛ تقول منه: نَصَبْتُ الحرفَ، فانْتَصَبَ.

  وغُبار مُنْتَصِبٌ أَي مُرْتَفِع.

  ونَصِيبينَ: اسمُ بلد، وفيه للعرب مذهبان: منهم مَن يجعله اسماً واحداً، ويُلْزِمُه الإِعرابَ، كما يُلْزم الأَسماءَ المفردةَ التي لا تنصرف، فيقول: هذه نَصِيبينُ، ومررت بنَصِيبينَ، ورأَيتُ نَصِيبينَ، والنسبة نَصِيبيٌّ، ومنهم مَن يُجْريه مُجْرى الجمع، فيقول هذه نَصِيبُونَ، ومررت بنَصِيبينَ، ورأَيت نَصِيبينَ.

  قال: وكذلك القول في يَبْرِينَ، وفِلَسْطِينَ، وسَيْلَحِينَ، وياسمِينَ، وقِنَّسْرينَ، والنسبة إِليه، على هذا: نَصِيبينيٌّ، ويَبْرينيٌّ، وكذلك أَخواتها.

  قال ابن بري، |: ذكر الجوهري أَنه يقال: هذه نَصِيبينُ ونَصِيبون، والنسبة إِلى قولك نَصِيبين، نصيبيٌّ، وإِلى قولك نصيبون، نصيبينيّ؛ قال: والصواب عكس هذا، لأَن نَصِيبينَ اسم مفرد معرب بالحركات، فإِذا نسبتَ إِليه أَبقيته على حاله، فقلت: هذا رجلٌ نَصِيبينيٌّ؛ ومن قال نصيبون، فهو معرب إِعراب جموع السلامة، فيكون في الرفع بالواو، وفي النصب والجر بالياءِ، فإِذا نسبت إِليه، قلت: هذا رجل نَصِيبيّ، فتحذف الواو والنون؛ قال: وكذلك كلُّ ما جمعته جمع السلامة، تَرُدُّه في النسب إِلى الواحد، فتقول في زيدون، اسم رجل أَو بلد: زيديّ، ولا تقل زيدونيّ، فتجمع في الاسم الإِعرابَين، وهما الواو والضمة.

  نضب: نَضَبَ الشيءُ: سالَ.

  ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بالضم، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ في الأَرض؛ وفي المحكم: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثعلب:

  أَعْدَدْتُ للحَوْض، إِذا ما نَضَبا ... بَكْرَةَ شِيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا

  ونُضُوبُ القوم أَيضاً: بُعْدُهم.

  والنَّاضِبُ: البعيد.

  وفي الحديث: ما نَضَبَ عنه البحرُ، وهو حُيٌّ، فمات، فكُلُوه؛ يعني حيوانَ البحر أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ.

  وفي حديث الأَزْرَقِ بن قَيْس:


(١) قوله [وفي حديث نائل] كذا بالأَصل كنسخة من النهاية بالهمز وفي أخرى منها نابل بالموحدة بدل الهمز.