لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الطاء المهملة

صفحة 13 - الجزء 15

  لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِياتُهُنّ الجنة، والجمع أَطلاءٌ وطُلِيٌّ وطُلْيانٌ وطِلْيانٌ؛ واستعار بعض الرُّجَّاز الأَطْلاء لفَسيلِ النخل فقال:

  دُهْما كأَنَّ الليلَ في زُهائِها ... لا تَرْهَبُ الذِّئبُ على أَطْلائِها

  يقول: إِن أَولادَها إنما هي فَسِيلٌ، فهي لا تَرْهَب الذئب، لذلك فإن الذَّئاب لا تأكلُ الفَسيلَ.

  الفراء: اطْلُ طَلِيَّكَ، والجمع الطُّلْيانُ، وطَلَوْته، وهو الطَّلا، مقصورٌ، يعني ارْبطْه برِجلِه.

  والطِّلى: اللَّذَّةُ؛ قال أَبو صَخْر الهذلي:

  كما تُثَنِّي حُمَيّا الكأْسِ شارِبَها ... لم يَقْضِ منها طِلاه بعد إِنْفادِ

  وقضى ابن سيده على الطِّلى اللذَّة بالياءِ، وإِنْ لم يُشْتَقَّ كما قال لكثرة ط ل ي وقلة ط ل و.

  وتَطَلَّى فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ.

  ويقال: قَضَى فلانٌ طَلاه من حاجتِه أَي هواه.

  والطُّلاةُ: هي العُنُق، والجمع طُلىً مِثلُ تُقاةٍ وتُقىً، وبعضهم يقول طُلْوةٌ وطُلىً.

  والطُّلى: الأَعْناق، وقيل: هي أُصُولُ الأَعناقِ، وقيل: هي ما عَرُضَ من أَسفل الخُشَشاءِ، واحدتُها طُلْية.

  غيره: الطُّلى جمع طُلْيَةٍ، وهي صَفْحة العُنُق.

  وقال سيبويه: قال أَبو الخطاب طُلاةٌ وهو من باب رُطَبَة ورُطَبٍ لا من باب تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، فافهم؛ وأنشد غيرُه قولَ الأَعْشى:

  متى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعةٍ ... من الليلِ شِرْباً، حين مالت طُلاتُها

  قال سيبويه: ولا نَظيرَ له إلا حَرْفان: حُكاةٌ وحُكىً، وهو ضَرْبٌ من العَظاء، وقيل: هي دابة تُشْبه العظاء، ومُهاةٌ ومُهىً، وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقةِ، واحتج الأَصمعي على قوله واحدتُها طُلْية بقول ذي الرمة:

  أَضَلَّه راعِيا كَلْبِيَّةٍ صَدَرا ... عن مُطْلِبِ، وطُلى الأَعْناقِ تضْطَرِبُ

  قال ابن بري: وهذا ليس فيه حجة لأَنه يجوز أن يكون جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ ومَهىً.

  وأَطْلى الرجلُ والبعيرُ إطلاءً، فهو مُطْلٍ: وذلك إذا مالت عُنُقُه للموت أَو لغيره؛ قال:

  وسائلةٍ تُسائلُ عن أَبيها ... فقلت لها: وَقَعْتِ على الخَبيرِ

  تَرَكْتُ أَباكِ قد أَطْلى، ومالت ... عليه القَشْعَمان مِن النُّسورِ

  ويروى: مثالَ الثُّعْلُبان.

  وفي الحديث: ما أَطْلى نَبيٌّ قَطُّ أَي ما مالَ إلى هواه، وأَصله من مَيل الطُّلا، وهي الأَعْناقُ، إلى أَحدِ الشِّقَّيْنِ، والطُّلْوة: لغةٌ في الطُّلْية التي هي عَرْضُ العُنُق.

  والطُّلْية: بياضُ الصُّبْحِ والنُّوَّار.

  ورجل طَلىً، مقصورٌ إذا كان شديد المَرَضِ مثل عَمىً، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع، وربما قيل رَجُلانِ طَلَيان وعَمَيان ورِجالٌ أَطْلاءٌ وأَعْماءٌ؛ قال الشاعر:

  أفاطِمَ، فاسْتَحْيي طَليً وتَحَرَّجِي ... مُصاباً، متى يَلْجَجْ به الشَّرُّ يَلْجَجِ

  ابن السكيت: طَلَّيْتُ فلاناً تَطلِيَةً إذا مَرَّضتْه وقمت في مَرَضِه عليه.

  والطُّلاءُ مثال المُكَّاء: الدَّمُ؛ يقال: تَرَكْته يَتَشَحَّط في طُلَّائِه أَي يضطرِب في دَمِه مقتولاً، وقال أَبو سعيد: الطُّلَّاءُ شيءٌ يَخْرُجُ بعد سُؤبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَونَ الدَّمِ، وذلك عند خروج