فصل الطاء المهملة
  النَّفْسِ من الذَّبيحِ وهو الدَّم الذي يُطْلى به.
  وقال ابن بزرج: يقال هو أَبغضُ إِليَّ من الطَّلِيّا والمُهْلِ، وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة تَخْرُج في جَنْبِ الإِنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء، فيقال للرجل إنما هي قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا، يُهَوّنُ بذلك عليه، وقيل: الطَّلِيَّا الجَرَب.
  قال أَبو منصور: وأَما الطَّلْياءُ فهي الثَّمَلة، ممدودة.
  وقال ابن السكيت في قولهم هو أَهْون عليه من طَلْية: هي الرِّبذَة وهي الثَّمَلة؛ قاله بفتح الطاء.
  أبو سعيد: أَمْرٌ مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد طُليَ بما لبَّسَه؛ وأَنشد ابن السكيت:
  شامِذاً، تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْيَةِ ... كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذي الطُّلَّاءِ
  قال: الطُّلَّاءُ الدَّمُ في هذا البيت، قال: وهؤلاء قوم يريدون تسكِين حَرْبٍ(١) وهي تَسْتَعْصِي عليهم وتَزْبِنُهُم لما هُريقَ فيها منَ الدِّماءِ، وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص.
  والطَّلى: الشَّخْصُ، يقال: إِنه لَجَمِيلُ الطَّلى؛ وأَنشد أَبو عمرو:
  وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه ... جَمِيلِ الطَّلى، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ
  ابن سيده: الطَّلاوة والطُّلاوة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ في النَّامي وغير النامي، وحديثٌ عليه طُلاوةٌ(٢) وعلى كلامِه طُلاوةٌ على المَثَل، ويجوز طَلاوةٌ.
  ويقال: ما على وجْهه حَلاوةٌ ولا طَلاوةٌ، وما عليه طُلاوةٌ، والضم اللغةُ الجيِّدة، وهو الأَفْصَح.
  وقال ابن الأَعرابي: ما على كلامه طَلاوةٌ وحَلاوة، بالفتح، قال: ولا أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشيءِ يُطْلى به، وقال أَبو عمرو: طَلاوة وطُلاوة وطِلاوة.
  وفي قِصَّة الوَلِيد بن المُغِيرة: إِنَّ له لحَلاوةً وإِنَّ عليه لَ طُلاوةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً، قال: وقد تفتح الطَّاءُ.
  والطُّلاوة: السِّحْر(٣) ابن الأَعرابي: طلَّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ: الشَّتْمُ.
  وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته.
  أَبو عمرو: وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قال ابن مقبل:
  أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة، بَعْدَما ... طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا
  أَي غَشَّاها كما يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.
  والمِطلاءُ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرض، يُمَدُّ ويُقْصَر، وقيل: هي أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاه؛ وقد وَهِمَ أَبو حنيفة حين أَنشد بيت هِمْيان:
  ورُغُلَ المِطْلى به لَواهِجا
  وذلك أَنه قال: المطلاءِ ممدود لا غير، وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة، وليس هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها.
  قال الفارسيُّ: إِن أَبا زياد الكِلابيَّ ذكر دَارَ أَبي بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ في مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي مِطْلىً؛ كذلك قالها بالقَصْر.
  أَبو عبيد: المَطالي الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاه، واحدَتُها مِطْلاء على وزن مِفْعال.
  ويقال: المَطالي المَواضِعُ التي تَغْذُو فيها الوَحْش أَطلاءَها.
  وحكى ابن بري عن عليّ بن حَمْزَة: المَطالي رَوْضاتٌ، واحدها مِطْلىَ، بالقَصْر لا غيرُ، وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ ويُقْصَرُ، والقًصْرُ فيه أَكثر، وجمعه مَطالٍ؛ قال زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ الفزاري:
(١) قوله [يريدون تسكين حرب الخ] تقدم لنا في مادة شمذ: قال أبو زبيد يصف حرباء، والصواب يصف حرباً.
(٢) قوله [طلاوة] هي مثلثة كما في القاموس.
(٣) قوله [والطلاوة السحر] في القاموس أنه مثلث.