لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الطاء المهملة

صفحة 14 - الجزء 15

  النَّفْسِ من الذَّبيحِ وهو الدَّم الذي يُطْلى به.

  وقال ابن بزرج: يقال هو أَبغضُ إِليَّ من الطَّلِيّا والمُهْلِ، وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة تَخْرُج في جَنْبِ الإِنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء، فيقال للرجل إنما هي قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا، يُهَوّنُ بذلك عليه، وقيل: الطَّلِيَّا الجَرَب.

  قال أَبو منصور: وأَما الطَّلْياءُ فهي الثَّمَلة، ممدودة.

  وقال ابن السكيت في قولهم هو أَهْون عليه من طَلْية: هي الرِّبذَة وهي الثَّمَلة؛ قاله بفتح الطاء.

  أبو سعيد: أَمْرٌ مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد طُليَ بما لبَّسَه؛ وأَنشد ابن السكيت:

  شامِذاً، تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْيَةِ ... كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذي الطُّلَّاءِ

  قال: الطُّلَّاءُ الدَّمُ في هذا البيت، قال: وهؤلاء قوم يريدون تسكِين حَرْبٍ⁣(⁣١) وهي تَسْتَعْصِي عليهم وتَزْبِنُهُم لما هُريقَ فيها منَ الدِّماءِ، وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص.

  والطَّلى: الشَّخْصُ، يقال: إِنه لَجَمِيلُ الطَّلى؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه ... جَمِيلِ الطَّلى، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ

  ابن سيده: الطَّلاوة والطُّلاوة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ في النَّامي وغير النامي، وحديثٌ عليه طُلاوةٌ⁣(⁣٢) وعلى كلامِه طُلاوةٌ على المَثَل، ويجوز طَلاوةٌ.

  ويقال: ما على وجْهه حَلاوةٌ ولا طَلاوةٌ، وما عليه طُلاوةٌ، والضم اللغةُ الجيِّدة، وهو الأَفْصَح.

  وقال ابن الأَعرابي: ما على كلامه طَلاوةٌ وحَلاوة، بالفتح، قال: ولا أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشيءِ يُطْلى به، وقال أَبو عمرو: طَلاوة وطُلاوة وطِلاوة.

  وفي قِصَّة الوَلِيد بن المُغِيرة: إِنَّ له لحَلاوةً وإِنَّ عليه لَ طُلاوةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً، قال: وقد تفتح الطَّاءُ.

  والطُّلاوة: السِّحْر⁣(⁣٣) ابن الأَعرابي: طلَّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ: الشَّتْمُ.

  وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته.

  أَبو عمرو: وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قال ابن مقبل:

  أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة، بَعْدَما ... طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا

  أَي غَشَّاها كما يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.

  والمِطلاءُ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرض، يُمَدُّ ويُقْصَر، وقيل: هي أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاه؛ وقد وَهِمَ أَبو حنيفة حين أَنشد بيت هِمْيان:

  ورُغُلَ المِطْلى به لَواهِجا

  وذلك أَنه قال: المطلاءِ ممدود لا غير، وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة، وليس هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها.

  قال الفارسيُّ: إِن أَبا زياد الكِلابيَّ ذكر دَارَ أَبي بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ في مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي مِطْلىً؛ كذلك قالها بالقَصْر.

  أَبو عبيد: المَطالي الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاه، واحدَتُها مِطْلاء على وزن مِفْعال.

  ويقال: المَطالي المَواضِعُ التي تَغْذُو فيها الوَحْش أَطلاءَها.

  وحكى ابن بري عن عليّ بن حَمْزَة: المَطالي رَوْضاتٌ، واحدها مِطْلىَ، بالقَصْر لا غيرُ، وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ ويُقْصَرُ، والقًصْرُ فيه أَكثر، وجمعه مَطالٍ؛ قال زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ الفزاري:


(١) قوله [يريدون تسكين حرب الخ] تقدم لنا في مادة شمذ: قال أبو زبيد يصف حرباء، والصواب يصف حرباً.

(٢) قوله [طلاوة] هي مثلثة كما في القاموس.

(٣) قوله [والطلاوة السحر] في القاموس أنه مثلث.