لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 150 - الجزء 15

  تَفْدُوهم، بغير أَلف فيهما؛ قال أَبو معاذ: من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون مَن هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم.

  قال ابن بري: قال الوزير ابن المعري فَدَى إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً، وأَفدى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ مالاً، وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً، وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء؛ الفِداء، بالكسر والمد والفتح مع القصر: فَكاكُ الأَسير؛ يقال: فَداه يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداه يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه وأَنقذه.

  فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له: جُعلت فَداك.

  والفِدْيةُ: الفِداء.

  وروى الأَزهري عن نُصَير قال: يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت الأُسارى، قال: هكذا تقوله العرب، ويقولون: فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً، وإِذا كان أَسيراً مملوكاً قلت فادَيْته، وكان أَخي أَسيراً ففادَيته؛ كذا تقوله العرب؛ وقال نُصَيب:

  ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَما ... عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ

  قال: وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه أَي خلصته منه، وفاديت أَحسن في هذا المعنى.

  وقوله ø: وفَدَيناه بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح.

  الجوهري: الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر، وإِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بري: شاهد القصر قول الشاعر:

  فِدًى لك عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وخالي

  يقال: قُمْ: فِدًى لك أَبي، ومن العرب من يكسر فِداءٍ، بالتنوين، إِذا جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، يريدون به معنى الدعاءِ؛ وأَنشد الأَصمعي للنابغة:

  مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ ... وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ

  ويقال: فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَداه بنفسه وفَدّاه يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك.

  وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم بعْضاً.

  وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه؛ وقال ذو الرمة:

  مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ ... تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا⁣(⁣١)

  والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى.

  قال الفراء: العرب تَقْصُرُ الفِداء وتمده، يقال: هذا فِداؤك وفداك، وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا فقالوا فَداك، وقال في موضع آخر: من العرب من يقول فَدًى لك، فيفتح الفاء، وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها؛ وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن المنذر:

  فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي

  قال ابن الأَنباري: فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قصر؛ قال الشاعر:

  مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَه ... أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَه

  وأَنشد الأَصمعي:

  فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي ... ومالي، إِنه مِنكُم أَتاني

  فكسر وقصر؛ قال ابن الأَثير: وقول الشاعر:


(١) قوله [مرمين] هو من أرمّ القوم أَي سكتوا.