لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 153 - الجزء 15

  وأَما أَفْريْت إِفْراء فهو من التشقيق على وجه الفساد.

  الأَصمعي: أَفْرَى الجلد إِذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْراء.

  وفَرَى الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً، وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إِذا خَرَزَها وأَصلحها.

  والمَفْرِيَّةُ: المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة.

  وتَفَرَّى عن فلان ثوبه إِذا تشقَّق.

  وقال الليث: تَفَرَّى خَرْز المزادة إِذا تشقق.

  قال ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي وحده فَرى أَوْداجَه وأَفْراها قطعها.

  قال: والمتقنون من أَهل اللغة يقولون فَرَى للإِفساد، وأَفْرَى للإِصلاح، ومعناهما الشق، وقيل: أَفراه شقَّه وأَفسده وقطعه، فإِذا أَردت أَنه قدّره وقطعه للإِصلاح قلت فَراه فَرْياً.

  الجوهري: وأَفْرَيت الأَوْداج قطعتها؛ وأَنشد ابن بري لراجز:

  إِذا انْتَحَى بِنابِه الهَذْهاذِ ... فَرَى عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي

  الجوهري: فَرَيْت الشيء أَفْرِيه فرياً قطعته لأُصلحه، وفريت المَزادة خَلَقْتها وصنعتها؛ وقال:

  شَلَّتْ يَدا فارِيةٍ فَرَتْها ... مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها،

  لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها⁣(⁣١)

  قوله: فَرَتْها أَي عَمِلَتها.

  وحكى الجوهري عن الكسائي: أَفْرَيْت الأَديم قطعته على جهة الإِفساد، وفَرَيْته قطعته على جهة الإِصلاح.

  غيره: أَفْرَيت الشيء شققته فانْفَرى وتَفَرَّى أَي انشق.

  يقال: تَفَرَّى الليل عن صبحه، وقد أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ، وأَفْرَى الجُرحَ يُفْرِيه إِذا بَطَّه.

  وجِلْد فَرِيٌّ: مَشْقُوق، وكذلك الفَرِيَّة، وقيل: الفَريَّة من القِرَب الواسعة.

  ودلْو فَرِيٌّ: كبيرة واسعة كأَنها شقت؛ وقول زهير:

  ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ، وبَعْضُ ... القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لا يَفْرِي

  معناه تُنَفِّذُ ما تَعْزِم عليه وتُقَدِّرُه، وهو مثل.

  ويقال للشجاع: ما يَفْرِي فَرِيَّه أَحد، بالتشديد؛ قال ابن سيده: هذه رواية أَبي عبيد، وقال غيره: لا يَفْرِي فَرْيَه، بالتخفيف، ومن شَدَّد فهو غلط.

  التهذيب: ويقال للرجل إِذا كان حادّاً في الأَمر قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا⁣(⁣٢).

  ويَقُدُّ، والعرب تقول: تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد.

  وقال النبي، ، في عمر، ¥، ورآه في منامه ينزع عن قَلِيب بغَرْب: فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه؛ قال أَبو عبيد: هو كقولك يعمَل عمَله ويقول قوله ويقطَع قطعه؛ قال: وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب يُخاطب العامِرِيَّةَ:

  قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا ... مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا،

  قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا

  أَي كنت تُكْثِرِين فيه القَول وتُعَظِّمِينه.

  يقال: فلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعَجَب في عمله، وروي يَفْرِي فَرْيَه، بسكون الراء والتخفيف، وحكي عن الخليل أَنه أَنكر التثقيل وغلَّط قائله.

  وأَصل الفَرْي: القَطْع، وتقول العرب: تركته


(١) قوله [شلت يدا الخ] بين الصاغاني خللُ هذا الانشاد في مادة صغر فقال وبعد الشطر الأول:

وعميت عين التي أرتها أساءت الخرز وأنجلتها أعارت الاشفى وقدرتها مسك شبوب...

الخ وأبدل الساقي بالنازع.

(٢) قوله [تركته يفري الفرا] كذا ضبط في الأصل والتكملة وعزاه فيها للفراء، وعليه ففيها لغتان.