[فصل الغين المعجمة]
  يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عمل العمل فأَجاده.
  وفي حديث حسان: لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم بالهجاء كما يُقَطَّع الأَدِيم، وقد يكنى به عن المبالغة في القتل؛ ومنه حديث غَزوة مُوتة: فجعل الرومي يَفْرِي بالمسلمين أَي يبالغ في النِّكاية والقتل؛ وحديث وحشي: فرأَيت حمزة يَفرِي الناس فَرْياً، يعني يوم أُحد.
  وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون: تَبَجَّسَتْ؛ قال زهير:
  غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ
  وأَفْرَى الرجلَ: لامه.
  والفِرْيةُ: الكذب.
  فَرَى كذباً فَرْياً وافْتَراه: اختلقه.
  ورجل فَرِيٌّ ومِفْرًى وإِنه لقَبِيح الفِرْية؛ عن اللحياني.
  الليث: يقال فَرَى فلان الكذب يَفْريه إِذا اختلقه، والفِرْية من الكذب.
  وقال غيره: افْتَرَى الكذب يَفْترِيه اختلقه.
  وفي التنزيل العزيز: أَم يقولون افْتَراه؛ أَي اختلقه.
  وفَرَى فلان كذا إِذا خلَقَه، وافتراه: اختلقه، والاسم الفِرْيَة.
  وفي الحديث: مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ عَيْنَيْه ما لم تَرَيا؛ الفِرَى: جمع فِرْية وهي الكذبة، وأَفْرَى أَفعل منه للتفضيل أَي أَكْذَب الكذبات أَن يقول: رأَين في النوم كذا وكذا، ولم يكن رأَى شيئاً، لأَنه كَذِبٌ على الله تعالى، فإِنه هو الذي يُرْسِل ملَك الرؤيا ليريه المنام.
  وفي حديث عائشة، ^: فقد أَعظم الفِرْيةَ على الله أَي الكَذِب.
  وفي حديث بَيْعة النساء: ولا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه؛ هو افتعال من الكذب.
  أَبو زيد: فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وهو تَلأْلُؤه ودوامه في السماء.
  والفَرِيُّ: الأَمر العظيم.
  وفي التنزيل العزيز في قصة مريم: لقد جِئتِ شيئاً فَرِيّاً؛ قال الفراء: الفَرِيُّ الأَمر العظيم أَي جئت شيئاً عظيماً، وقيل: جئت شيئاً فَرِيّاً أَي مصنوعاً مخْتلَقاً، وفلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعجب في عمله.
  وفَرِيتُ: دَهِشْتُ وحِرْتُ؛ قال الأَعلم الهذلي:
  وفَرِيتُ مِنْ جَزَعٍ فلا أَرْمِي ... ولا وَدّعْتُ صاحِبْ
  أَبو عبيد: فَرِيَ الرجل، بالكسر، يَفْرَى فَرًى، مقصور، إذا بُهِتَ ودَهِشَ وتَحَيَّر.
  قال الأَصمعي: فَرِيَ يَفْرى إذا نظر فلم يدر ما يَصْنَع.
  والفَرْية: الجَلَبة.
  وفَرْوة وفَرْوان: اسْمان.
  فسا: الفَسْو: معروف، والجمع الفُساء(١).
  وفَسا فَسْوة واحدة وفَسا يَفْسو فَسْواً وفُساء، والاسم الفُساء، بالمد؛ وأَنشد ابن بري:
  إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاً ... يأْتُوا يَسُلُّون الفُساءَ سَلاً
  ورجل فَسَّاء وفَسُوٌّ: كثير الفَسْو.
  قال ثعلب: قيل لامرأة أَيُّ الرجال أَبغض إليك؟ قالت: العَثِنُ(٢) النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوى بيته وَجَم؛ الشديد الحَمْل(٣) قال أَبو ذُبيان ابن الرَّعْبل: أَبغض الشيوخ إلىَّ الأَقْلح الأَمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ.
  ويقال للخُنْفساء: الفَسَّاءَة، لنَتْنها.
  وفي المثل: ما أَقرَبَ مَحْساه من مَفْساه.
  وفي المثل: أَفحش من فاسِيةٍ، وهي الخنفساء تَفْسو فتُنْتِنُ القوم بخُبث رِيحها، وهي الفاسِياء أَيضاً.
  والعرب تقول: أَفْسى من الظَّرِبان، وهي دابة يجيء إلى حُجر الضب فتضع قَبَّ استها عند فَم الجُحر فلا تزال تَفُسُو حتى تَسْتَخْرِجه، وتصغير
(١) قوله [والجمع الفساء] كذا ضبط في الأصل ولعله بكسر الفاء كدلو ودلاء.
(٢) قوله [العثن] كذا في الأصل مضبوطاً ولعله العبنّ أو العتن كفرح أو غير ذلك.
(٣) قوله: [الشديد الحمل]؛ هكذا في الأَصل.