لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 163 - الجزء 15

  أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً؛ وهي الفِلاية من فَلْي الرأْس.

  والتَّفَلِّي: التَّكلُف لذلك؛ قال:

  إِذا أَتَت جاراتِها تَفَلَّى ... تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلَّا

  وفَلَيْت رأْسه من القمل وتَفَالى هو واسْتَفْلى رأْسُه أَي اشْتهى أَن يُفْلَى.

  وفي حديث معاوية: قال لسعيد بن العاص دَعْه عنك فقد فَلَيْتُه فَلْيَ الصَّلَعِ؛ هو من فَلْي الشَّعَر وأَخذِ القمل منه، يعني أَن الأَصْلَع لا شعر له فيحتاج أَن يُفْلَى.

  التهذيب: والحطا⁣(⁣١) والنِّساء يقال لهن الفالِياتُ والفَوالي؛ قال عمرو بن معديكرب:

  تَراه كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً ... يسُوء الفالِياتِ، إِذا فَلَيْني

  أَراد فَلَيْنَني بنونين فحذف إِحداهما استثقالاً للجمع بينهما؛ قال الأَخفش: حذفت النون الأَخيرة لأَن هذه النون وقاية للفعل وليست باسم، فأَمّا النون الأُولى فلا يجوز طرحها لأَنها الاسم المضمر؛ وقال أَبو حية النميري:

  أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني ... مُلاقٍ، لا أَباكِ، تُخَوِّفِيني؟

  أَراد تُخَوِّفِينني فحذف، وعلى هذا قرأَ بعض القراء: فَبِمَ تُبَشِّرُونِ؛ فأَذهب إِحدى النونين استثقالاً، كما قالوا ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فأَلقوا إِحدى السينين استثقالاً، فهذا أَجدر أَن يستثقل لأَنهما جميعاً متحركان.

  وتَفالَت الحُمُر: احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها يَفْلي بَعضاً.

  التهذيب: وإِذا رأَيت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتفالى؛ قال ذو الرمة:

  ظَلَّتْ تَفالَى، وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً ... كأَنَّه عن سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ

  ويروى: عن تَناهِي الرَّوْضِ.

  وفلَى رأْسه بالسيف فَلْياً: ضربه وقطعه؛ واسْتَفْلاه: تعرَّض لذلك منه.

  قال أَبو عبيد: فَلَوْتُ رأْسه بالسيف وفَلَيْته إِذا ضربت رأْسه؛ قال الشاعر:

  أَما تَراني رابِطَ الجَنانِ ... أَفْلِيه بالسيف، إِذا اسْتفْلاني؟

  ابن الأَعرابي: فَلَى إِذا قطَع، وفَلِيَ إِذا انقطَع.

  وفَلَوْته بالسيف فَلْواً وفَلَيْته: ضربت به رأْسه؛ وأَنشد ابن بري:

  نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنايا ... ونَفْلِي الهامَ بالبِيضِ الذُّكورِ

  وقال آخر:

  أَفْلِيه بالسيفِ إِذا اسْتَفْلاني ... أُجِيبُه: لَبَّيْكَ، إِذْ دَعاني

  وفَلتِ الدابةُ فِلْوَها وأَفْلَتْه، وفَلَتْ أَحسن وأَكثر؛ وأَنشد بيت عدي بن زيد:

  قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا

  ابن الأَعرابي: فَلا الرجلُ إِذا سافر، وفَلا إِذا عقَل بعد جهل، وفَلا إِذا قطَع.

  وفي حديث ابن عباس، ®: امْرِ الدَّمَ بما كان قاطِعاً من لِيطةٍ فالِيَةٍ أَي قَصبة وشِقَّة قاطعة.

  قال: والسكين يقال لها الفالِيةُ.

  ومرَى دم نَسِيكته إِذا استخرجه.

  وفليت الشِّعر إِذا تدبرته واستخرجت معانيه وغريبه؛ عن ابن السكيت.

  وفَلَيْت الأَمر إِذا تأَملت وجوهه


(١) قوله [والحطا] كذا بالأصل، ولعله الحظى القمل، واحدته حظاة ويكون مقدماً من تأَخير، والأصل. والنساء يقال لهن الفاليات الحظى والفوالي. وأما الحطا فمعناه عظام القمل، وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا.