لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 779 - الجزء 1

  أَراد السِّفادَ.

  وفي الحديث: أَنه قال لامرأَة رِفاعةَ: لا، حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه، قالت: فإِنه يا رسول اللَّه، قد جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً واحدةً؛ من هِبابِ الفَحْل، وهو سِفادُه؛ وقيل: أَرادتْ بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ، من قولهم: احْذَرْ هَبَّةَ السيف أَي وَقْعَتَه.

  وفي بعض الحديث: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وهو مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ.

  وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه⁣(⁣١) ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ.

  وإِنه لحَسَن الهِبَّةِ: يُرادُ به الحالُ.

  والهِبَّةُ: القِطْعة من الثوب.

  والهِبَّة: الخِرْقة؛ ويقال لِقِطَع الثَّوْبِ: هِبَبٌ، مثل عِنَب؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

  غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا ... فما يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ

  على جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِبَبٌ ... وفيه، من صائكٍ مُسْتَكْرَه، دُفَعُ

  يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مثل مَفْصِل العَجُز من الظَّهْر؛ والهاءُ في جَناجِنِه تَعُودُ على الأَسد؛ والهاءُ في قوله من ثوبه تعود على الراكب الذي فَرَسِه، وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ والصائك: اللَّاصِقُ.

  وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بلا همز فيهما، إِذا كان مُتَقَطِّعاً.

  وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي.

  وثَوْبٌ هِبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وقد تَهَبَّبَ؛ وهَببه: خَرَّقَه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  كأَنَّ، في قمِيصِه المُهَبَّبِ ... أَشْهَبَ، من ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ

  وهَبَّ النجمُ: طَلَع.

  والهَبْهابُ: اسمٌ من أَسماءِ السَّراب.

  ابن سيده: الهَبْهابُ السَّرابُ.

  وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ.

  والهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ.

  والهَبْهَبُ والهَبْهَبِيُّ: الجمل السريع؛ قال الراجز:

  قد وَصَلْنا هَوْجَلاً بهَوْجَلِ ... بالهَبْهَبِيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ

  والاسْمُ: الهَبْهَبةُ.

  وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قال ابن أَحْمر:

  تَماثِيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ ... نَضا الكُورُ عن لَحْمٍ لها، مُتَخَدِّدِ

  أَراد بالتماثيل: كُتُباً يَكْتُبُونَها.

  وفي الحديث: إِن في جهنم وادياً يقال له: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون.

  الهَبْهَبُ: السَّريعُ.

  وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ.

  والهَبْهَبِيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وقيل: راعيها؛ قال:

  كأَنه هَبْهَبيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ ... مُسْتَأْوِرٌ في سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ

  والهَبْهَبيُّ: الحَسَنُ الحُداءِ، وهو أَيضاً الحَسَنُ الخِدْمَةِ.

  وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم به الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ.

  والهَبْهابُ: لْعْبة لصِبيانِ العِراقِ؛ وفي التهذيب: ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الهَبْهابَ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  يَقُودُ بها دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ ... كعَيْنِ الكَلْبِ، في هُبَّى قِباعِ

  قال: هُبَّى من هُبُوب الريح؛ وقال: كعَيْن الكلب، لأَنه لا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها.

  قال ابن سيده: كذا وقع في نوادر ثعلب؛ قال: والصحيح


(١) قوله [وهبهبته دعوته] هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.