لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 225 - الجزء 15

  الكُلْيَتَيْنِ، وهما شحمتان على خِلْقة لِسان الكلب صفراوان عليهما مِقْنعة سَوْداء أَي مثل المِقْنعة، وقيل: هي شَحْمة مُسْتطيلة في الجنبين من العُنُق إِلى أَصل الفَخِذ.

  وفي المثل: أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْيةِ الضبِّ؛ يَحُثُّه على المُواساة، وقيل: بل يَهْزَأُ به؛ قال قائل الأَعراب:

  وأَنت لو ذُقْتَ الكُشى بالأَكْباد ... لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالواد

  وفي حديث: عمر، ¥: أَنه وضَع يدَه في كُشْيةِ ضَبٍّ، وقال إِنَّ نبيَّ الله، ، لم يُحرِّمْه ولكن قَذِرَه؛ الكُشْيةُ شَحْم يكون في بَطن الضبِّ ووضْعُ اليد فيه كِنايةٌ عن الأَكل منه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه القتيبي في حديث عمر، والذي جاء في غَرِيب الحَرْبي عن مُجاهِد: أَن رجلاً أَهْدَى للنبي، ، ضَبّاً فقَذِرَه فوضع يده في كُشْيَتَي الضَّبِّ، قال: ولعله حديث آخر، والجمع الكُشَى؛ وقال الشاعر:

  فلو كان هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ لَه ... ولا كُشْيةٌ، ما مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ

  ولَكِنَّه من أَجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه ... وكُشْيَتِه دَبَّتْ إِليه الدِّهارِسُ

  ويقال: كُشَّةٌ قوله [كشة] هو بهذا الضبط في التهذيب وكُشْيةٌ بمعنى واحد.

  ابن سيده: وكَشا الشيءَ كَشْواً عَضَّه بفيه فانتزعه.

  كصي: ابن الأَعرابي: كَصَى إِذا خَسَّ بعد رِفْعة.

  كظا: كَظا لحمه يَكْظُو: اشتدَّ، وقيل: كثر واكتنز.

  يقال: خَظا لحمُه وكَظا وبَظا كله بمعنى.

  الفراء: خَظا بَظا وكَظا، بغير همز، يعني اكتنز، ومثله يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو.

  اللحياني: خَظَا بَظا كَظا إِذا كان صُلْباً مكتنزاً.

  ابن الأَعرابي: كَظا تابع لِخَظا، كَظا يَكْظُو كَظاً إِذا ركب بعضه بعضاً؛ ابن الأَنباري: يكتب بالأَلف؛ وأَنشد ابن بري للقلاخ:

  عُراهِماً كاظِي البَضِيعِ ذا عُسُنْ

  كعا: ابن الأَعرابي: كَعا إِذا جَبُنَ.

  أَبو عمرو: الكاعي المُنْهَزم.

  ابن الأَعرابي: الأَكْعاء الجُبناء، قال: والأَعْكاء العُقَد.

  كفي: الليث: كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر.

  ويقال: اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه.

  ويقال: كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك، وكَفاكَ هذا الشيء.

  وفي الحديث: من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل، وقيل: إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة في قيام الليل، وقيل: تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه.

  وفي الحديث: سَيَفْتَحُ الله عليكم ويَكْفِيكم الله أَي يَكْفيكم القِتالَ بما فتَح عليكم.

  والكُفاةُ: الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة، جمع كافٍ.

  وكفَى الرجلُ كِفايةً، فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ؛ عن ثعلب، واكْتَفَى، كلاهما: اضْطَلَع، وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به.

  أَبو زيد: هذا رجل كافِيك من رَجُل وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد.

  وكَفَيْته ما أَهَمَّه.

  وكافَيْته: من المُكافاة، ورَجَوْتُ مُكافاتَك.

  ورجل كافٍ وكَفِيٌّ: مثل سالِم وسَلِيمٍ.

  ابن سيده: ورجل كافِيكَ من رجل وكَفْيُكَ من رجُل⁣(⁣١) وكَفَى به رجلاً.

  قال: وحكى ابن الأَعرابي


(١) قوله [وكفيك من رجل] في القاموس مثلثة الكاف.