لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 236 - الجزء 15

  ورجل كَوَّاء: خبيث اللسان شتام، قال ابن سيده: أُراه على التشبيه.

  واكْتَوَى: تَمَدَّح بما ليس من فعله.

  وأَبو الكَوَّاء: من كُنَى العرب.

  والكَوُّ والكَوَّةُ: الخَرْق في الحائط والثَّقْب في البيت ونحوه، وقيل: التذكير للكبير والتأْنيث للصغير، قال ابن سيده: وليس هذا بشيء.

  قال الليث: تأْسيس بنائها من ك وي كأَن أَصلها كَوًى ثم أُدغمت الواو في الياء فجعلت واواً مشددة، وجمع الكَوّة كِوًى، بالقصر نادر، وكِواء بالمدّ، والكاف مكسورة فيهما مثل بَدْرة وبِدَر.

  وقال اللحياني: من قال كَوَّة ففتح فجمعه كِواء ممدود، والكُوَّة، بالضم لغة، ومن قال كُوَّة فَضَم فجمعه كِوًى مكسور مقصور؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.

  وفي التهذيب: جمع الكَوَّة كُوًى كما يقال قَرْية وقُرًى.

  وكَوَّى في البيت كَوَّة: عَمِلها.

  وتَكَوَّى الرجل: دخل في موضع ضَيِّق فتقبض فيه.

  وكُوَىٌ: نجم من الأَنواء، قال ابن سيده: وليس بثبَت.

  كيا: كَيْ: حرف من حروف المعاني ينصب الأَفعال بمنزلة أَن، ومعناه العلة لوقوع الشيء، كقولك: جئت كَيْ تُكْرِمَني، وقال في التهذيب: تنصب الفعل الغابر.

  يقال: أَدِّبْه كَيْ يَرْتَدِعَ.

  قال ابن سيده: وقد تدخل عليه اللام، وفي التنزيل العزيز: لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم؛ وقال لبيد:

  لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَريُّ نَدِيدَتي

  وربما حذفوا كَيْ اكتفاء باللام وتوصّلاً بما ولا، فيقال تَحَرَّزْ كي لا تَقَع، وخرج كَيْما يُصلِّي، قال الله تعالى: كَيْلا يكُونَ دُولةً بين الأَغنياء منكم؛ وفي كيما لغة أُخرى حذف الياء لفظه كما قال عدي:

  اسْمَعْ حَدِيثاً كما يوماً تُحَدِّثُه ... عن ظَهرِ غَيْبٍ، إِذا ما سائِلٌ سالا

  أَراد كيما يوماً تحدّثه.

  وكَيْ وكَيْ لا وكَيْما وكما تعمل في الأَلفاظ المستقبلة عمل أَنْ ولَن وحتى إِذا وقعت في فعل لم يجب.

  الجوهري: وأَما كَيْ مخففة فجواب لقولك لم فعلت كذا؟ فتقول كي يكون كذا، وهي للعاقبة كاللام وتنصب الفعل المستقبل.

  وكان من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ: يُكْنى بذلك عن قولهم كذا وكذا، وكان الأَصل فيه كَيَّةَ وكَيَّةَ، فأُبدلت الياء الأَخيرة تاء وأَجروها مُجرى الأَصل لأَنه ملحق بفَلْس، والملحق كالأَصلي.

  قال ابن سيده: قال ابن جني أَبدلوا التاء من الياء لاماً، وذلك في قولهم كَيْتَ وكَيْتَ، وأَصلها كَيَّةُ وكَيَّةُ، ثم إِنهم حذفوا الهاء وأَبدلوا من الياء التي هي لامٌ تاءً كما فعلوا ذلك في قولهم ثنتان فقالوا كيت، فكما أَن الهاء في كَيَّة علم تأْنيث كذلك الصيغة في كيت علم تأْنيث.

  وفي كيت ثلاث لغات: منهم من يَبنيها على الفتح فيقول كَيْتَ، ومنهم من يبنيها على الضم فيقول كَيْتُ، ومنهم من يبنيها على الكسر فيقول كَيْتِ، قال: وأَصل التاء فيها هاء وإِنما صارت تاء في الوصل.

  وحكى أَبو عبيد: كَيَّه وكَيَّه، بالهاء، قال: ويقال كَيْمَه كما يقال لِمَه في الوقف.

  قال ابن بري: قال الجوهري حكى أَبو عبيدة كان من الأَمر كَيَّه وكَيَّه، قال: الصواب كَيَّتَ وكَيَّه، الأُولى بالتاء والثانية بالهاء، وأَما كَيَّه فليس فيها مع الهاء إِلا البناء على الفتح، فإِن قلت: فما تنكر أَن تكون التاء في كيت منقلبة عن