لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 259 - الجزء 15

  لأَنَّ كلَّ واحدة منها إِذا تأَملتها وجدتها مُعِينة على حَق أَو ذَرِيعة إِليه.

  واللَّهْوُ: اللَّعِب.

  يقال: لهَوْتُ بالشيء أَلهُو به لَهْواً وتَلَهَّيْتُ به إِذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن غيره.

  ولَهِيتُ عن الشيء، بالكسر، أَلْهَى، بالفتح، لُهِيّاً ولِهْياناً إِذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت.

  وقوله تعالى: وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً؛ قيل: اللَّهْوُ الطِّبْل، وقيل: اللهوُ كلُّ ما تُلُهِّيَ به، لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك؛ قال ساعدة بن جؤيَّة:

  فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما ... به قارتٌ، من النَّجِيعِ، دَمِيمُ

  والمَلاهِي: آلاتُ اللَّهْو، وقد تَلاهَى بذلك.

  والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية: ما تَلاهَى به.

  ويقال: بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعُولةٌ.

  والتَّلْهِيَةُ: حديث يُتَلَهَّى به؛ قال الشاعر:

  بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامي ... تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ

  ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً: أَنِسَت به وأَعْجَبها؛ قال⁣(⁣١):

  كَبِرتُ، وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي

  وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع.

  وفي سَجْع للعرب: إِذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ.

  واللَّهْوُ: النكاح، ويقال المرأَة.

  ابن عرفة في قوله تعالى: لاهيةً قُلوبُهم؛ أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه، وهذا من لَها عن الشيء إِذا تَشاغل بغيره يَلْهَى؛ ومنه قوله تعالى: فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل.

  والنبي، ، لا يَلْهوُ لأَنه، ، قال: ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي.

  والتَهَى بامرأَة، فهي لَهْوَته.

  واللَّهْوُ واللَّهْوةُ: المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز: لو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا؛ أَي امرأَةً، ويقال: ولداً، تعالى الله ø؛ وقال العجاج:

  ولَهْوةُ اللَّاهِي ولو تَنَطَّسا

  أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك.

  وقال أَهل التفسير: اللَّهْوُ في لغة أَهل حضرموت الولد، وقيل: اللَّهْوُ المرأَة، قال: وتأُويله في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا لَهْوٍ نَلهَى به، ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق.

  ولَهِيَ به: أَحبَّه، وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به.

  وقوله تعالى: ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله؛ جاء في التفسير: أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله ø، وكلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ وقال قتادة في هذه الآية: أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً، وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق؛ وقد روي عن النبي، : أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها، وقيل: إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ، والله أَعلم.

  ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء، كلُّه: غَفَل عنه ونَسِيَه وترك ذكره وأَضرب عنه.

  وأَلهاه أَي شَغَلَه.

  ولَهِيَ عنه وبه: كَرِهَه، وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه.

  ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله.

  وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض.

  الأَزهري: وروي عن عُمر، ¥، أَنه أَخذ أَربعمائة دينار


(١) البيت لامرئ القيس وصدره:

أَلا زعمت بَسبَاسة، اليومَ، أنني