لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 794 - الجزء 1

  قد أَوْجَبَ أَحدُهما أَي حَنِثَ، وأَوْجَبَ الإِثم والكَفَّارةَ على نفسه.

  ووَجَبَ الرجلُ وُجُوباً: ماتَ؛ قال قَيْسُ بن الخَطِيم يصف حَرْباً وَقَعَتْ بين الأَوْسِ والخَزْرَج، في يوم بُعاثَ، وأَن مُقَدَّم بني عَوْفٍ وأَميرَهم لَجَّ في المُحاربة، ونَهَى بني عَوْفٍ عن السِّلْمِ، حتى كانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ:

  ويَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سيُوفُنا ... إِلى نَشَبٍ، في حَزْمِ غَسَّانَ، ثاقِبِ

  أَطاعتْ بنو عَوْفٍ أَمِيراً نَهاهُمُ ... عن السِّلْمِ، حتى كان أَوَّلَ وَاجِبِ

  أَي أَوَّلَ مَيِّتٍ؛ وقال هُدْبة بن خَشْرَم:

  فقلتُ له: لا تُبْكِ عَيْنَكَ، إِنه ... بِكَفَّيَّ ما لاقَيْتُ، إِذ حانَ مَوْجِبي

  أَي موتي.

  أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه.

  يقال: وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، جاءَ يَعُودُ عبدَ اللَّه بنَ ثابتٍ، فوَجَدَه قد غُلِبَ، فاسْتَرْجَعَ، وقال: غُلِبْنا عليك يا أَبا الرَّبِيعِ، فصاحَ النساءُ وبَكَيْنَ، فَجعلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ؛ فقال رسول اللَّه، : دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ فلا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ، فقال: ما الوُجوبُ؟ قال: إِذا ماتَ.

  وفي حديث أَبي بكر، ¥: فإِذا وَجَبَ ونَضَبَ عُمْرُه.

  وأَصلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ والوقُوعُ.

  ووَجَبَ الميتُ إِذا سقَط وماتَ.

  ويقال للقتيل: واجِبٌ.

  وأَنشد: حتى كانَ أَوَّلَ واجِبِ.

  والوَجْبة: السَّقطة مع الهَدَّة.

  ووجَبَ وجْبة: سَقَط إِلى الأَرض؛ ليست الفَعْلة فيه للمرَّة الواحدة، إِنما هو مصدرُ كالوُجوب.

  ووَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً، ووُجوباً: غابت، والأَوَّلُ عن ثعلب.

  وفي حديث سعيدٍ: لولا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشمس أَي سُقُوطَها مع المَغيب.

  وفي حديث صِلَةَ: فإِذا بوَجْبةٍ وهي صَوت السُّقُوط.

  ووَجَبَتْ عَيْنُه: غارَتْ، على المَثَل.

  ووَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْباً ووَجْبةً: سقط.

  وقال اللحياني: وَجَبَ البيتُ وكلُّ شيءٍ: سَقَطَ وَجْباً ووَجْبَة.

  وفي المثل: بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة، وقوله تعالى: فإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها؛ قيل معناه سَقَطَتْ جُنُوبها إِلى الأَرض؛ وقيل: خَرَجَت أَنْفُسُها، فسقطتْ هي، فكُلُوا منها؛ ومنه قولُهم: خَرَجَ القومُ إِلى مَواجِبِهِم أَي مَصارِعِهم.

  وفي حديث الضحية: فلما وَجَبَتْ جُنُوبُها أَي سَقَطَتْ إِلى الأَرض، لأَن المستحب أَن تُنْحَرَ الإِبل قياماً مُعَقَّلةً.

  ووَجَّبْتُ به الأَرضَ تَوجيباً أَي ضَرَبْتُها به.

  والوَجْبَةُ: صوتُ الشيءِ يَسْقُطُ، فيُسْمَعُ له كالهَدَّة، ووَجَبَت الإِبلُ ووَجَّبَتْ إِذا لم تَكَدْ تَقُومُ عن مَبارِكها كأَنَّ ذلك من السُّقوط.

  ويقال للبعير إِذا بَرَكَ وضَرَبَ بنفسه الأَرضَ: قد وَجَّبَ تَوْجِيباً.

  ووَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْيَتْ.

  ووَجَبَ القلبُ يَجِبُ وَجْباً ووَجِيباً ووُجُوباً ووَجَباناً: خَفَق واضْطَرَبَ.

  وقال ثعلب: وَجَبَ القَلْبُ وَجِيباً فقط.

  وأَوْجَبَ اللَّه قَلْبَه؛ عن اللحياني وحده.

  وفي حديث علي: سمعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبه أَي خَفَقانَه.

  وفي حديث أَبي عبيدة ومُعاذٍ: إِنَّا نُحَذِّرُك يوماً تَجِبُ فيه القُلوبُ.

  والوَجَبُ: الخَطَرُ، وهو السَّبقُ الذي يُناضَلُ عليه؛ عن اللحياني.

  وقد وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً، وأَوْجَبَ عليه: غَلَبه على الوَجَب.

  ابن الأَعرابي: الوَجَبُ والقَرَعُ الذي يُوضَع في النِّضال والرِّهان،