لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 795 - الجزء 1

  فمن سَبقَ أَخذَه.

  وفي حديث عبد اللَّه بن غالبٍ: أَنه إِذا كان سَجَد، تَواجَبَ الفِتْيانُ، فَيَضَعُون على ظَهْره شيئاً، ويَذْهَبُ أَحدُهم إِلى الكَلَّاءِ، ويجيءُ وهو ساجدٌ.

  تَواجَبُوا أَي تَراهَنُوا، فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ على بعض شيئاً، والكَلَّاءُ، بالمد والتشديد: مَرْبَطُ السُّفُن بالبصرة، وهو بعيد منها.

  والوَجْبةُ: الأَكْلَة في اليوم والليلة.

  قال ثعلب: الوَجْبة أَكْلَةٌ في اليوم إِلى مثلها من الغَد؛ يقال: هو يأْكلُ الوَجْبَةَ.

  وقال اللحياني: هو يأْكل وَجْبةً؛ كلُّ ذلك مصدر، لأَنه ضَرْبٌ من الأَكل.

  وقد وَجَّبَ لنفسه تَوْجيباً، وقد وَجَّبَ نَفْسَه تَوجيباً إِذا عَوَّدَها ذلك.

  وقال ثعلب: وَجَبَ الرجلُ، بالتخفيف: أَكلَ أَكْلةً في اليوم؛ ووَجَّبَ أَهلَه: فَعَلَ بهم ذلك.

  وقال اللحياني: وَجَّبَ فلانٌ نفسَه وعيالَه وفرَسَه أَي عَوَّدَهم أَكْلَةً واحدة في النهار.

  وأَوْجَبَ هو إِذا كان يأْكل مرةً.

  التهذيب: فلانٌ يأكل كلَّ يوم وَجْبةً أَي أَكْلَةً واحدةً.

  أَبو زيد: وَجَّبَ فلانٌ عيالَه تَوْجيباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ يوم وَجْبةً، أَي أَكلةً واحدةً.

  والمُوَجِّبُ: الذي يأْكل في اليوم والليلة مرة.

  يقال: فلانٌ يأْكل وَجْبَةً.

  وفي الحديث: كنت آكُلُ الوَجْبَة وأَنْجُو الوَقْعةَ؛ الوَجْبةُ: الأَكلةُ في اليوم والليلة، مرة واحدة.

  وفي حديث الحسن في كفَّارة اليمين: يُطْعِمُ عَشَرَةَ مساكين وَجْبةً واحدةً.

  وفي حديث خالد بن معَد: إِنَّ من أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ له.

  ووَجَّبَ الناقة، لم يَحْلُبْها في اليوم والليلة إِلا مرة.

  والوَجْبُ: الجَبانُ؛ قال الأَخْطَلُ:

  عَمُوسُ الدُّجَى، يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ ... طَلُوبُ الأَعادي، لا سَؤُومٌ ولا وَجْبُ

  قال ابن بري: صواب إِنشاده ولا وجبِ؛ بالخفض؛ وقبله:

  إِليكَ، أَميرَ المؤْمنين، رَحَلْتُها ... على الطائرِ المَيْمُونِ، والمَنْزِلِ الرَّحْبِ

  إِلى مُؤْمِنٍ، تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِه ... بلابلَ، تَغْشَى من هُمُومٍ، ومِنْ كَرْبِ

  قوله: عَموسُ الدُّجى أَي لا يُعَرِّسُ أَبداً حتى يُصْبِحَ، وإِنما يُريدُ أَنه ماضٍ في أُموره، غيرُ وانٍ.

  وفي يَنْشَقُّ: ضمير الدُّجَى.

  والمُتَضَرِّمُ: المُتَلَهِّبُ غَيْظاً؛ والمُضْمَرُ في مُتَضَرِّم يَعُودُ على الممدوح؛ والسَّؤُوم: الكالُّ الذي أَصابَتْه السآمةُ؛ وقال الأَخطل أَيضاً:

  أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها، وليس بناكِلٍ ... جَبان، ولا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِيلِ

  وأَنشد يعقوب:

  قال لها الوَجْبُ اللئيمُ الخِبْرَه: ... أَما عَلِمْتِ أَنَّني من أُسْرَه

  لا يَطْعَم الجادي لَديْهم تَمْرَه؟

  تقول منه: وَجُبَ الرجلُ، بالضم، وُجُوبةً.

  والوَجَّابةُ: كالوَجْبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  ولستُ بدُمَّيْجَةٍ في الفِراشِ ... ووَجَّابةٍ يَحْتَمي أَن يُجِيبا

  ولا ذي قَلازِمَ، عند الحِياضِ ... إِذا ما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا

  قال: وَجَّابةٌ فَرِقٌ.

  ودُمَّيْجة: يَنْدَمِج في الفِراشِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤْبة:

  فجاءَ عَوْدٌ، خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُه ... مُوَجِّبٌ، عاري الضُّلُوعِ جَرْضَمُه

  وكذلك الوَجَّابُ؛ أَنشد ثعلب:

  أَو أَقْدَمُوا يوماً فأَنتَ وَجَّابْ