لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 801 - الجزء 1

  وقب: الأَوْقابُ: الكُوَى، واحدُها وَقْبٌ.

  والوَقْبُ في الجبَل: نُقْرة يجتمع فيها الماء.

  والوَقْبةُ: كُوَّة عظيمة فيها ظِلٌّ.

  والوَقْبُ والوَقْبةُ: نَقْرٌ في الصَّخْرة يجتمع فيه الماءُ؛ وقيل: هي نحوُ البئر في الصَّفَا، تكون قامة أَو قامتين، يَسْتَنْقِع فيها ماءُ السماء.

  وكلُّ نَقْرٍ في الجَسدِ: وَقْبٌ، كنَقْرِ العين والكَتِفِ.

  ووَقْبُ العَيْن: نُقْرَتُها؛ تقول: وَقَبَتْ عَيْناه، غارَتَا.

  وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ: فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ؛ الوَقْبُ: هو النُّقْرة التي تكون فيها العين.

  والوَقْبانِ من الفَرس: هَزْمتانِ فوق عَيْنَيْه، والجمع من كل ذلك وُقوبٌ ووِقابٌ.

  ووَقْبُ المحالةِ: الثَّقْبُ الذي يدخُل فيه المِحْوَرُ.

  ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ: اُنْقُوعَتُه.

  الليث: الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة، كقَلْتٍ في فِهْر، وكوَقْبِ المُدْهُنةِ؛ وأَنشد:

  في وَقْبِ خَوْصاءَ، كوَقْبِ المُدْهُنِ

  الفراء: الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ في الوَقْبةِ.

  ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً: دَخَلَ، وقيل: دَخَل في الوَقْبِ.

  وأَوْقَبَ الشيءَ: أَدْخَلَه في الوَقْبِ.

  ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ: غائرةُ الماء.

  وامرأَة مِيقابٌ: واسعةُ الفَرْج.

  وبنُو المِيقابِ: نُسِبُوا إِلى أُمِّهم، يريدون سَبَّهم بذلك.

  ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً: دخَل في الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الذي يَكْسِفُه.

  وفي التنزيل العزيز: ومِن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ؛ الفراء: الغاسِقُ الليل؛ إِذا وَقَبَ إِذا دخَل في كل شيء وأَظْلَمَ.

  ورُوي عن عائشة، ^، أَنها قالت: قال رسول اللَّه، ، لما طَلَع القمرُ: هذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتَعَوَّذي باللَّه من شَرِّه.

  وفي حديثٍ آخر لعائشة: تَعَوَّذي باللَّه من هذا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي الليل إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه.

  ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً: غابَتْ؛ وفي الصحاح: ودخَلَتْ مَوْضِعَها.

  قال محمد بن المكرم: في قول الجوهري دخَلَتْ موضِعَها، تَجَوُّزٌ في اللفظ، فإِنها لا موضعَ لها تَدْخُله.

  وفي الحديث: لما رَأَى الشمسَ قد وَقَبَتْ قال: هذا حِينُ حِلِّها؛ وَقَبَتْ أَي غابَتْ؛ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الذي يَحِلُّ فيه أَداؤُها، يعني صلاةَ المغرب.

  والوُقُوبُ: الدُّخُولُ في كل شيء؛ وقيل: كلُّ ما غابَ فقد وَقَبَ وقْباً.

  ووَقَبَ الظلامُ: أَقْبَلَ، ودخَل على الناس؛ قال الجوهري: ومنه قوله تعالى: ومن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ؛ قال الحسنُ: إِذا دخَل على الناس.

  والوَقْبُ: الرجلُ الأَحمقُ، مثلُ الوَغْبِ؛ قال الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ:

  أَبَنِي نُجَيْحٍ، إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ

  (⁣١) أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ، فاتَّخَمَتْ ... عنه، وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ

  ورجلٌ وَقْبٌ: أَحمقُ، والجمع أَوْقابٌ، والأُنثى وَقْبة.

  والوُقْبيُّ: المُولَعُ⁣(⁣٢) بصُحْبةِ الأَوْقابِ، وهم الحَمْقَى.

  وفي حديث الأَحْنَفِ: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ؛ هم الحَمْقَى.

  وقال ثعلب: الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ، مِن قولك وَقَبَ في الشيء: دخَل فكأَنه يدخُل في الدَّناءَة، وهذا من الاشتقاق البعيد.

  والوَقْبُ: صوتٌ يخرُج من قُنْبِ الفَرَس، وهو


(١) قوله [أبني نجيح] كذا بالأَصل كالصحاح والذي في التهذيب أبني لبينى.

(٢) قوله [والوقبي المولع الخ] ضبطه المجد، بضم الواو، ككردي وضبطه في التكملة كالتهذيب، بفتحها.