لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 8 - الجزء 2

  وعَطِبَتْ راحِلَتُه: قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال: بَتَّه وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِه، ولم يَقْضِ وَطَرَه، وقد أَعْطَب ظَهْرَه.

  الكسائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد:

  لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ ... عند القيامِ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ

  وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها.

  وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز:

  وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها

  والباتُّ: المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم.

  وقد بَتَّ يَبِتُّ بُتُوتاً.

  ويقال للأَحْمق المَهْزولِ: هو باتٌّ.

  وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ الحُمْق.

  قال الأَزهري: الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ.

  وقال الليث: يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي انقطع وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد:

  فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً ... بحَبْله، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ

  ابن سيده: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل: هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ.

  التهذيب: البَتُّ ضرْبٌ من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع: البُتُوتُ.

  الجوهري: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من صُوف:

  مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي ... مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي،

  تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ

  والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه.

  وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، : فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ مُرَبَّعٌ، وقيل: طَيْلَسان من خَزٍّ.

  وفي حديث عليٍّ، #: أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر: بَتّتْهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ.

  وفي حديث الحسن، #: أَينَ الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟ وفي حديث سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ.

  والبَتَاتُ: متاعُ البيت.

  وفي حديث النبي، ، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب: إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد: لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ، يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة.

  والبَتاتُ: الزادُ والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ:

  أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ ... بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا

  وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه.

  وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ.

  ويقال: ما لَه بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد:

  ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له ... بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

  وهو كقوله:

  ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ