لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 12 - الجزء 2

  يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا ... الصَّمَكِيكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّيتَا

  الهَبِيتُ: الأَحْمَق.

  والعَمَيْثَلُ: السَّيِّدُ الكريم.

  والمَسْحُوتُ: الذي لا يَشْبَعُ.

  والهَشِمُ: السَّخِيُّ.

  والزِّمِّيتُ: الحليم.

  والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ: الصَّمَيَانُ من الرجال، وهو الأَهْوَجُ الشديدُ، وعبّر ابن الأَعرابي عنه بأَنه التَّامُّ، وأَنشد:

  وصَاحِبٍ، صاحَبْتُه. زَمِيتِ ... مُيَمِّنٍ في قوله، ثَبِيتِ

  ليسَ على الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ

  قال: وكأَنه ضِدّ، وإِن كان الضِّدّانِ في التصريف.

  وتَبّاً له بَلْتاً أَي قَطْعاً؛ أَراد قاطعاً، فوضع المصدر موضع الصفة.

  ويقال: لئِنْ فَعَلْتَ كذا وكذا، لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بيني وبينكَ إِذا أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ وكذلك بَتْلَة ما بَيْني وبَيْنَك بمعناه.

  أَبو عمرو: يقال أَبْلَتُّه يميناً إِذا أَحْلَفْته، والفعل بَلَتَ بَلْتاً، وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه، وقد صَبَرَ يميناً، قال: وأَبْلَتُّه أَنا يميناً أَي حَلَفْتُ له.

  قال الشنفرى: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَي تُوجِز.

  والمُبَلَّتُ: المَهْرُ المضمون، حِمْيرية.

  ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذلك؛ قال:

  وما زُوِّجَتْ إِلَّا بمَهْرٍ مُبَلَّتِ

  أَي مضمون، بلغة حمير.

  وفي حديث سليمان، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: احْشُرُوا الطيْرَ، إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء⁣(⁣١)، والبُلَتَ؛ قال ابن الأَثير: البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش، إِذا وَقَعَتْ ريشةٌ منه في الطير أَحْرَقَتْه.

  بنت: أَبو عمرو: بَنَّتَ فلانٌ عن فلانٍ تَبْنِيتاً إِذا اسْتَخبَر عنه، فهو مُبَنِّتٌ، إِذا أَكْثَر السؤال عنه؛ وأَنشد:

  أَصْبَحْتَ ذا بَغْيٍ، وذا تَغَبُّشٍ ... مُبَنِّتاً عن نَسَباتِ الحِرْبِشِ،

  وعن مَقالِ الكاذِبِ المُرَقِّشِ

  بهت: بَهَتَ الرجلَ يَبْهَتُه بَهْتاً، وبَهَتاً، وبُهْتاناً، فهو بَهَّات أَي قال عليه ما لم يفعله، فهو مَبْهُوتٌ.

  وبَهَتَه بَهْتاً: أَخذه بَغْتَةً.

  وفي التنزيل العزيز: بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم؛ وأَما قول أَبي النجم:

  سُبِّي الحَماةَ وابْهَتِي عليها⁣(⁣٢)

  فإِنَّ على مقحمة، لا يقال بَهَتَ عليه، وإِنما الكلامُ بَهَتَه؛ والبَهِيتَةُ البُهْتانُ.

  قال ابن بري: زعم الجوهري أَنَّ على في البيت مقحمة أَي زائدة؛ قال: إِنما عَدَّى ابْهَتي بعلى، لأَنه بمعنى افتَرِي عليها.

  والبُهْتانُ: افتراءٌ.

  وفي التنزيل العزيز: ولا يَأْتِينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرِينَه؛ قال: ومثله مما عُدِّيَ بحرف الجَرِّ، حملاً على معنى فِعْل يُقاربه بالمعنى، قوله ø: فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفُون عن أَمره؛ تقديره: يَخْرُجون عن أَمره، لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عن الطاعة.

  قال: ويجب على قول الجوهري أَنْ تجعل عن في الآية زائدةً، كما جعل على في البيت زائدة، وعن وعلى ليستا مما يزاد كالباء.

  وباهَتَه: اسْتقْبله بأَمر يَقْذِفُه به، وهو منه بريء،


(١) قوله [إلا الشنقاء] هي التي تزق فراخها، والرنقاء القاعدة على البيض. اه. تكملة.

(٢) قوله [وابهتي عليها] قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف وتحريف، والرواية وانهتي عليها، بالنون من النهيت وهو الصوت اه.