لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 83 - الجزء 1

  وقال الزجاج: ذلك لأَنَّ النَّبت إذا هَمَّ أَن يَظْهَرَ لرْتَفَعَتْ له الأَرضُ.

  وفَعَلَ به فِعْلاً ما رَبَأَ رَبْأَه أَي ما علم ولا شَعَرَ به ولا تَهيَّأَ له ولا أَخَذَ أُهْبَته ولا أَبَه لَه ولا اكْتَرَثَ له.

  ويقال: ما رَبَأْتُ رَبْأَه وما مَأَنْثُ مَأْنَه أَي لم أُبالِ به ولم أَحتَفِل له.

  وربَؤُوا له: جَمَعوا له من كل طعام، لبنٍ وتَمْر وغيره.

  وجاءَ يَرْبَأُ في مَشْيَته أَي يَتَثاقَل.

  رتأ: رَتَأَ العُقْدةَ رَتْأً: شَدَّها.

  ابن شميل، يقال: ما رَتَأَ كَبِدَه اليومَ بِطعامٍ أَي ما أَكل شيئاً يَهْجَأُ به جُوعُه، ولا يقال رَتَأَ إلَّا في الكَبِد.

  ويقال: رَتأَها يَرْتَؤُها رتْأً، بالهمز.

  رثأ: الرَّثيِئةُ: اللَبنُ الحامِضُ يُحْلَب عليه فَيَخْثُر.

  قال اللحياني: الرَّثِيئة، مهموزة: أَن تَحْلُب حَليباً على حامِضٍ فَيرُوبَ ويَغْلُظَ، أَو تَصُبَّ حَلِيباً على لبن حامِضٍ، فَتَجْدَحَه بالمِجْدَحةِ حتى يَغْلُظَ.

  قال أَبو منصور: وسمعت أَعرابيّاً من بني مُضَرِّس يقول لخادِمٍ له: ارْثَأْ لي لُبَيْنَةً أَشْرَبها.

  وقد ارْتَثَأْتُ أَنا رَثِيئةً إذا شَرِبْتَها.

  ورَثأَه يَرْثَؤُه رَثْأً: خَلَطه.

  وقيل: رَثَأَه: صَيَّره رَثِيئَةً.

  وأَرْثَأَ اللبَنُ: خَثُر، في بعض اللغات.

  ورَثأَ القومَ ورثأَ لهم: عَمِلَ لهم رَثيئةً.

  ويقال في المثَل: الرَّثِيئةُ تَفْثأُ الغضَبَ أَي تَكْسِرُه وتُذْهِبُه.

  وفي حديث عمرو بن معد يكرب: وأَشْرَبُ التِّينَ مع اللَّبَنِ رَثيئةً أَو صَرِيفاً.

  الرَّثِيئةُ: اللبَنُ الحَلِيبُ يُصَبُّ عليه اللبنُ الحامِضُ فَيرُوبُ من ساعَته.

  وفي حديثِ زيادٍ: لَهُوَ أَشْهْى إليَّ مِن رَثيِئةِ فُثِئَتْ بسُلالةِ ثَغَبٍ⁣(⁣١) في يَوْمٍ شدِيدِ الوَدِيقةِ.

  ورَثَؤُوا رأْيَهم رَثْأً: خَلَطُوه.

  وارْتَثَأَ عليهم أَمْرُهم: اخْتَلَطَ.

  وهم يَرْتَثِئُون أَمْرَهم: أُخِذ من الرَّثِيئةِ وهو اللبَّن المُخْتَلِطُ، وهم يَرْثَؤُون رَأْيَهم رَثْأً أَي يَخْلِطُون.

  وارْتَثأَ فلان في رَأْيه أَي خَلَّطَ.

  والرَّثْأَةُ: قِلَّةُ⁣(⁣٢) الفِطْنةِ وضَعْف الفُؤَادِ.

  ورجلٌ مَرْثُوءٌ: ضَعِيفُ الفُؤَادِ قَلِيلُ الفِطنْةِ؛ وبه رَثْأَةٌ.

  وقال اللحياني: قيل لأَبي الجَرّاح: كيفَ أَصْبَحْتَ؟ فقال: أَصْبَحْتُ مَرْثُوءًا مَوْثُوءًا، فجعله اللحياني من الاخْتِلاط وإنما هو من الضَّعْف.

  والرَّثِيئةُ: الحُمق، عن ثعلب.

  والرُثْأَةُ: الرُقْطةُ.

  كبش أَرْثَأُ ونعجة رَثْآءُ.

  ورَثَأْتُ الرَّجلَ رَثْأً: مَدَحْتُه بعد موته، لغة في رَثَيْتُه.

  ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجها، كذلك؛ وهي المَرْثِئةُ.

  وقالت امرأَة من العرب: رَثَأْتُ زَوْجي بأَبيات، وهمَزتْ، أَرادت رَثَيْتُه.

  قال الجوهري: وأَصله غير مهموز.

  قال الفرّاء: وهذا من المرأَة على التوهم لأَنها رأَتهم يقولون: رثَأْتُ اللبن فَظَنَّتْ أَنَّ المَرْثِيةَ منها.

  رجأ: أَرْجَأَ الأَمرَ: أَخَّرَه، وتركُ الهَمْز لغة.

  ابن السكيت: أَرْجَأْت الأَمْرَ وأَرْجَيْتُه إذا أَخَّرْتَه.

  وقُرئَ: أَرْجِه وأَرْجِئْه.

  وقوله تعالى: تُرْجِئُ مَنْ تَشاءُ منهنّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشاءُ.

  قال


(١) قوله [بسلالة ثغب] كذا هو في النهاية، وأورده في ث غ ب بسلالة من ماء ثغب.

(٢) قوله [والرثأة قلة] أثبتها شارح القاموس نقلاً عن أمهات اللغة.