لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 85 - الجزء 2

  عن الطريقة المستقيمة.

  وفي الحديث: إِنَّ الله يُبْغِضُ البَليغَ من الرجال الذي يَلْفِتُ الكلامَ كما تَلْفِتُ البقرةُ الخَلى بلسانها؛ يقال: لَفَتَه يَلْفِتُه إِذا لواه وفَتَلَه؛ ولَفَتَ عُنُقَه: لواها.

  اللحياني: ولِفْتُ الشيءِ شِقُّه، ولِفْتاه: شِقَّاه؛ واللِّفْتُ: الشِّقُّ؛ وقد أَلْفَته وتَلَفَّته.

  ولِفْتُه مَعَك أَي صَغْوُه.

  وقولهم: لا يُلْتَفَتُ لِفْتُ فلانٍ أَي لا يُنْظَرُ إِليه.

  واللَّفُوتُ من النساء: التي تُكْثِرُ التَّلَفُّتَ؛ وقيل: هي التي يموت زوجها أَو يطلقها ويَدَعُ عليها صِبْياناً، فهي تُكثِر التَّلَفُّتَ إِلى صِبْيانها؛ وقيل: هي التي لها زوج، ولها ولد من غيره، فهي تَلَفَّتُ إِلى ولَدها.

  وفي الحديث: لا تَتَزَوَّجَنَّ لَفُوتاً؛ هي التي لها ولد من زوج آخر، فهي لا تزال تَلْتَفِتُ إِليه وتَشْتَغِلُ به عن الزَّوْج.

  وفي حديث الحجاج أَنه قال لامرأَة: إِنكِ كَتُونٌ لفوتٌ أَي كثيرة التَّلَفُّتِ إِلى الأَشياء.

  وقال ثعلب: اللَّفُوتُ هي التي عَيْنُها لا تَثْبُتُ في موضع واحد، إِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ عنها، فتَغْمِز غيركَ؛ وقيل: هي التي فيها الْتِواءٌ وانْقِباضٌ؛ وقال عبد الملك بن عُمَيْر: اللَّفُوتُ التي إِذا سمعتْ كلامَ الرجُل التَفَتَتْ إِليه؛ ابن الأَعرابي قال: قال رجل لابْنِه إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ؛ الرَّقُوبُ: التي تُراقِبُه أَن يموتَ فَترِثَه.

  وفي حديث عمر، ¥، حين وصَفَ نَفْسَه بالسياسة، فقال: إِني لأُرْبِعُ، وأُشْبِعُ، وأَنْهَزُ اللَّفُوتَ⁣(⁣١)، وأَضُمُّ العَنُودَ، وأُلْحِقَ العَطُوفَ، وأَزْجُرُ العَرُوضَ.

  قال أَبو جَميلٍ الكِلابيّ: اللَّفُوتُ الناقةُ الضَّجُورُ عند الحَلَبِ، تَلْتَفِتُ إِلى الحالِبِ فتَعَضُّه، فيَنْهَزُها بيده فَتَدِرُّ، وذلك لتَفْتَدِيَ باللَّبن من النَّهْزِ، وهو الضَّرْبُ، فَضَرَبها مثلاً للذي يَسْتَعْصِي ويَخْرُج عن الطاعَة.

  والمُتَلَفَّتَةُ: أَعْلى عَظْمِ العاتِقِ مما يَلي الرَّأْسَ.

  والأَلْفَتُ: القَوِيُّ اليَدِ الذي يَلْفِتُ مَنْ عالجَه أَي يَلْويه.

  والأَلْفَتُ والأَلْفَكُ في كلام تَميم: الأَعْسَرُ، سمي بذلك لأَنه يَعْملُ بجانِبه الأَمْيَل؛ وفي كلام قيس: الأَحْمَقُ، مِثْلُ الأَعْفَتِ، والأُنْثَى: لَفْتاءُ.

  وكُّلُّ ما رَمَيْتَه لِجانِبكَ: فقدْ لَفَتَّه.

  واللَّفاتُ أَيضاً: الأَحْمَقُ.

  واللَّفُوتُ: العَسِرُ الخُلُق.

  الجوهري: واللَّفاتُ الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُق.

  ولَفَتَ الشيءَ يَلْفِته لَفْتاً: عَصَدَه، كما يُلْفَتُ الدقيقُ بالسَّمْن وغيره.

  واللَّفِيتَةُ: أَن يُصَفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيَضِ، ثم تُنْصَبَ به البُرْمةُ، ثم يُطْبَخَ حتى يَنْضَجَ ويَخْثُر، ثم يُذَرَّ عليه دقيقٌ؛ عن أَبي حنيفة.

  واللَّفِيتَةُ: العَصِيدة المُغَلَّظةُ؛ وقيل: هي مَرَقة تُشْبه الحَيْسَ؛ وقيل: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، وبه سميت العصيدة لَفِيتَةً، لأَنها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه ذَكَرَ أَمره في الجاهلية، وأَن أُمه اتَّخَذتْ لهم لَفِيتَةً من الهَبِيدِ؛ قال أَبو عبيد: اللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ، وقيل: هي ضَرْبٌ من الطَّبيخ، لا أَقِفُ على حَدِّه؛ وقال: أُراه الحِساءَ ونحْوَه.

  والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ.

  وتَيْسٌ أَلْفَتُ: مُعْوَجُّ القَرْنَيْن.

  الليث: والأَلْفَتُ من التُّيوسِ الذي اعْوَجَّ قَرْناه والتَوَيا.

  وتَيْسٌ أَلْفَتُ: بَيِّن اللَّفَتِ إِذا كان مُلْتَوِيَ


(١) قوله [وأَنهز اللفوت] الذي في النهاية وأَردَّ اللفوت. وكتب بهامشها: وفي رواية وأَنهز اللفوت.