لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 98 - الجزء 2

  والنَّحائِتُ: آبار معروفة، صفة غالبة لأَنها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ؛ قال زهير:

  قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، من ... صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ

  ويروى: من ضَفَوى.

  ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ: نَقَصه، وأَرَقَّه على التَّشْبِيه.

  وجَمَل نَحِيتٌ: انْتُحِتَتْ مَناسِمُه؛ قال:

  وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

  والنَّحِيتةُ: جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ، فيُجَوَّفُ كهيئة الحُبِّ للنَّحْلِ، والجمع نُحُتٌ.

  الجوهري: نَحَتَه يَنْحِتُه، بالكسر، نَحْتاً أَي بَراه.

  والنُّحاتَةُ: البُرايةُ.

  والمِنْحَتُ: ما يُنْحَتُ به.

  والنَّحِيتُ: الدَّخِيلُ في القوم؛ قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ:

  الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم ... والطاعِنِينَ، وخَيْلُهم تَجْرِي

  الخالِطينَ نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ ... وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ

  هذا ثَنائِي ما بَقِيتُ لهم ... فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّني قَبْري

  قال ابن بري: صوابه والخالطين، بالواو.

  والنُّضارُ: الخالصُ النَّسَب.

  وأَرادت بالبيت الثالث أَنها قد قام عُذْرُها في تركها الثناء عليهم إِذا ماتت، فهذا ما وُضِعَ فيه السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن المعنى: فإِذا هَلَكْتُ انقطع ثنائي؛ وإِنما قالت: أَجَنَّنِي قبري، لأَن موتها سبب انقطاع الثناء.

  ويروى بيت الاستشهاد لحاتم طَيِّئ، وهو البيت الثاني.

  والحافرُ النَّحِيتُ: الذي ذَهَبَتْ حُروفه.

  والنَّحِيتة: الطبيعة التي نُحِتَ عليها الإِنسانُ أَي قُطِعَ، وقال اللحياني: هي الطبيعة والأَصل.

  والكَرَمُ من نَحْتِه أَي أَصلِه الذي قُطِعَ منه.

  أَبو زيد: إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة والغَريزة، بمعنى واحد.

  وقال اللحياني: الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحاسِه، وقد نُحِتَ على الكَرَم وطُبِعَ عليه.

  ونَحَتَه بلسانه يَنْحِتُه ويَنْحَتُه نَحْتاً: لامه وشَتَمه.

  والنَّحِيتُ: الرَّديءُ من كل شيء.

  ونَحَته بالعصا، يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بها، ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زحَرَ.

  ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها: نكَحَها، والأَعْرَفُ لَحَتَها.

  نخت: التهذيب في النوادر: نَخَتَ فلان بفلان، وسَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَى في القول.

  وفي حديث أُبَيّ: ولا نَخْتة نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية.

  والنَّخْتُ والنَّتْفُ واحد؛ يريد قَرْصة نملة، ويروى بالباء الموحدة، وبالجيم، وقد ذكر.

  نصت: نَصَتَ الرجلُ يَنْصِتُ نَصْتاً، وأَنْصَتَ، وهي أَعْلى، وأَنْتَصَتَ: سكَتَ؛ وقال الطرماح في الانْتِصاتِ:

  يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى ... ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِنِ

  يُنْصِتْنَ للسمع أَي يَسْكُتْنَ لكي يَسْمَعْنَ.

  وفي التنزيل العزيز: وإِذا قُرئ القرآنُ فاسْتَمِعُوا له وأَنْصِتُوا؛ قال ثعلب: معناه إِذا قرأَ الإِمام، فاستمعوا إِلى قراءَته، ولا تتكلموا.