لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 96 - الجزء 1

  مُسْتَثْقَلانِ. والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً.

  وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي أَنها وإن كانت بها أَوْ صابٌ وعُيُوبٌ، فإنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي.

  وتقول من السُّوءِ: اسْتاء فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ.

  وفي حديث النبي : أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللَّه المُلْكَ مَن يشاء.

  قال أَبو عبيد: أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من المَساءَةِ.

  ويقال: اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك.

  ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.

  ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.

  والسُّوءُ: الفُجُورُ والمُنْكَر.

  ويقال: فلان سيِّءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ.

  قال الطُّهَوِيُّ:

  ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ ... ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِلَيْنِ

  ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه.

  ابن السكيت: وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إذا جاؤُوا بالأَلف واللام.

  قال ابن بري: إنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ.

  ويقال أَسَأْت به وإليه وعليه وله، وكذلك أَحسَنْت.

  قال كثير:

  أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ ... لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ

  وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي.

  وقال عز مِن قائل: إنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسَكم وإنْ أَسَأْتُمْ فَلَها.

  وقال: ومَن أَساءَ فعليها.

  وقال ø: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللَّه إليكَ.

  وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته.

  الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءًا، فهو سيِّءٌ، إذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها، وفي الحديث عن النبي : سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ.

  قال الأُموي: السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ.

  قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر ¥.

  ومنه حديث عبد الملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ.

  وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللَّه منها.

  والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة.

  والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلَّةُ القَبِيحةُ.

  وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ.

  قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ:

  ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا ... في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ

  لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ ... يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ