لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 192 - الجزء 2

  وسار الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَي مُتَلَوِّماً.

  وفي الحديث أَنه توضَّأَ وضوءاً مَكِيثاً أَي بطيئاً مُتأَنّياً غيرَ مستعجل.

  ورجل مَكِيثٌ: ماكِث.

  والمَكيثُ أَيضاً: المُقيم الثابت؛ قال كثير:

  وعَرَّسَ بالسَّكرانِ يَومَين، وارتكَى ... يَجرُّ، كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافرُ

  ملث: المَلْثُ: أَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لا يريد أَن يَفِيَ بها.

  ابن سيده: مَلَثَه يَمْلُثه مَلْثاً: وعده عِدَةً كأَنه يردّه عنها، وليس يَنوي له وفاء.

  ومَلَثَه بكلام: طَيَّبَ به نفْسَه ولا وفاء له؛ ومَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً.

  والمَلْثُ: اختلاطُ الظُّلمة، وقيل: هو بعدَ السَّدَف.

  وأَتيته مَلَثَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظلام وعند مَلَثِه أَي حين اخْتلط الظلام، ولم يشتدَّ السوادُ جدّاً حتى تقول: أَخوك أَم الذئبُ؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها؛ وأَنشد الجَندل بن المُثَنَّى الطُّهَوي:

  ومَنْهَلٍ من الأَنِيس نائي ... دَاويتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ،

  إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ

  ويُستعمل ظرفاً واسماً غير ظرف.

  أَبو زيد: مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بالظلمة، وهو عند العشاء وعند طلوع الفجر؛ وقال ابن الأَعرابي: المَلْثَةُ والمَلْثُ أَولُ سواد المغرب، فإِذا اشتدَّ حتى يأْتيَ وقتُ العشاء الأَخيرة، فهو المَلَسُ، فلا يميز هذا من هذا لأَنه قد دخل المَلْثُ في الملَسِ، ومِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ.

  والمِلاثُ: المُلاعَبة؛ قال:

  تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... من عَزَبٍ، ليس بذي مِلاثِ

  كذا أَنشده ابن الأَعرابي بكسر الميم.

  موث: ابن السكيت: ماثَ الشيءَ يَمُوثُه مَوْثاً: مَرَسَه.

  ويَميثُه، لغةٌ، إِذا دافَه.

  الجوهري: مُثْتُ الشيءَ في الماء أَموثه مَوْثاً ومَوَثاناً إِذا دُفْتَه فانماثَ هو فيه انمِياثاً، والكلمة واوية ويائية، وها نحن نذكرها.

  ميث: ماثَ الشيءَ مَيْثاً: مَرَسَه.

  وماثَ المِلحَ في الماء: أَذابه؛ وكذلك الطين، وقد انماثَ.

  الليث: ماث يُمِيثُ مَيْثاً: أَذابَ الملح في الماء حتى امَّاثَ امِّياثاً.

  وكلُّ شيءٍ مَرَسته في الماء فذاب فيه، من زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط، فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه.

  وأَماث الرجلُ⁣(⁣١) لنفسه أَقِطاً إِذا مَرَسْتَه في الماء وشرِبْتَه؛ وقال رؤبة:

  فَقُلْتُ، إِذا أَعْيا امْتِياثاً مائِثُ ... وطاحتِ الأَلْبانُ والْعَبائِثُ

  يقول: لو أَعياه⁣(⁣٢) المَريسُ من التمر والأَقِط فلم يجد شيئاً يمتاثُه ويشرب ماءه، فيتبلغ به لقلة الشيء وعَوَزِ المأْكول.

  ابن السكيت: ماث الشيءَ يموثُه ويَمِيثُه، لغة، إِذا دافَه.

  الجوهري: مِثْتُ الشيءَ في الماء أَمِيثه لغة في مُثْتُه إِذا دُفْتَه فيه.

  وفي حديث أَبي أُسَيد: فلما فرغ من الطعام أَماثَتْه فسقته إِياه؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى أَماثَتْه، والمعروف ماثَتْه.

  وفي حديث عليّ: اللهمَّ مِثْ قلوبَهم، كما يُماثُ الملح في الماء.

  والمَيْثاءُ: الأَرضُ اللينةُ من غير رمل وكذلك الدَّمِثَة؛ وفي الصحاح: المَيْثاء الأَرض السَّهلة،


(١) قوله [وأَماث الرجل الخ] صوابه وامتاث. كذا بهامش الأَصل بخط السيد مرتضى، والعهدة عليه في ذلك. وقوله إِذا مرسته الخ لعل صوابه مرسه في الماء وشربه كما هو ظاهر.

(٢) قوله [لو أَعياه الخ] المشاهد في البيت إذ أعيا، فلعله سبق القلم.