[فصل النون]
  المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ.
  النَّجْثُ: الاستخراج، وكأَنه بالحديث أَخص.
  وفي حديث أُم زرع: ولا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِيثاً.
  وفي حديث هند أَنها قالت لأَبي سفيان لما نزلوا بالأبواء في غزوة أُحُد: لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد أَي نبشتم.
  ونَجِيثُ الثَّناء: ما بلغ منه.
  ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما: ما خرج من ترابهما، وأَتانا نَجِيثُ القوم أَي أَمْرُهم الذي كانا يُسِرُّونه؛ قال لبيد يذكر بقرة:
  مَدى العَيْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ ... كقَدْرِ النَّجيثِ، ما يَبُدُّ المُناضِلا
  أَراد: أَن البقرة قريبةٌ من ولدها تراعيه، كقَدْر ما بين الرامي والهَدَف.
  والنَّجيثَةُ: ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ.
  وأَمْرٌ له نَجِيثٌ أَي عاقبة سَوْءٍ.
  والاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّي للشيء والإِقبالُ عليه والولُوع به.
  واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه.
  والنَجِيثُ: الهَدَف، وهو تراب يُجمع، سمي نجيثاً لانتصابه واستقباله؛ وقيل: النَّجِيثُ تراب يُسْتخرَجُ ويُبْنى منه غَرَضٌ ويُرْمى فيه، وذلك أَن يُنْبَثَ الترابُ، ثم يُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثم يُجْعَلَ عليها قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فيها.
  ونَجَثَ فلانٌ بني فلان يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، واسْتَغاثَ بهم؛ ويقال: يَسْتعويهم، بالعين، يقال: خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان أَي يَسْتَعْويهم.
  والنُّجْثُ والنُّجُثُ: غِلافُ القلب، وكذلك البيت للإِنسان، والجمع منهما: أَنْجاث؛ قال:
  تَنْزُو قلوبُ الناسِ في أَنْجاثِها
  وانْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قال كثير عزَّة يصف أَتاناً:
  تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك ... وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا
  قال: سَوْرَةً أَي يَسُور فيها الشحمُ، فسَوْرَةً، على هذا، منتصبٌ على المصدر، لأَنّ سمنت في قوّة سارت أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها.
  نحث: النَّحِيثُ: لغة في النحيف، عن كراع؛ قال ابن سيدة: وأُرى الثاء فيه بدلاً من الفاء، والله أَعلم.
  نعث: أَنْعَثَ في ماله: قَدَّم فيه، وقيل: بَذَّرَه.
  نغث: ابن الأَعرابي: النَّغَثُ الشَّرُّ الدائم الشديد؛ يقال: وقعنا في نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ.
  نفث: النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، لأَن التفل لا يكون إِلَّا معه شيء من الريق؛ والنفثُ: شبيه بالنفخ؛ وقيل: هو التفل بعينه.
  نَفَثَ الرَّاقي، وفي المحكم: نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً.
  وفي الحديث أَن النبي، ﷺ، قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتى تَسْتوفِيَ رزقها، فاتَّقوا الله وأَجملوا في الطلب؛ قال أَبو عبيد: هو كالنَّفْثِ بالفم، شبيه بالنفخ، يعني جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى.
  والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حين تَنْكُزُ.
  والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره.
  وسمٌّ نَفِيثٌ ودم نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قال صخر الغيّ:
  مَتى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها ... على أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ
  وفي الحديث: أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولِ الله، ﷺ، أَنْفَرَ بها المشركون بعيرَها حتى سقطت،