لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 195 - الجزء 2

  المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ.

  النَّجْثُ: الاستخراج، وكأَنه بالحديث أَخص.

  وفي حديث أُم زرع: ولا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِيثاً.

  وفي حديث هند أَنها قالت لأَبي سفيان لما نزلوا بالأبواء في غزوة أُحُد: لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد أَي نبشتم.

  ونَجِيثُ الثَّناء: ما بلغ منه.

  ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما: ما خرج من ترابهما، وأَتانا نَجِيثُ القوم أَي أَمْرُهم الذي كانا يُسِرُّونه؛ قال لبيد يذكر بقرة:

  مَدى العَيْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ ... كقَدْرِ النَّجيثِ، ما يَبُدُّ المُناضِلا

  أَراد: أَن البقرة قريبةٌ من ولدها تراعيه، كقَدْر ما بين الرامي والهَدَف.

  والنَّجيثَةُ: ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ.

  وأَمْرٌ له نَجِيثٌ أَي عاقبة سَوْءٍ.

  والاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّي للشيء والإِقبالُ عليه والولُوع به.

  واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه.

  والنَجِيثُ: الهَدَف، وهو تراب يُجمع، سمي نجيثاً لانتصابه واستقباله؛ وقيل: النَّجِيثُ تراب يُسْتخرَجُ ويُبْنى منه غَرَضٌ ويُرْمى فيه، وذلك أَن يُنْبَثَ الترابُ، ثم يُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثم يُجْعَلَ عليها قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فيها.

  ونَجَثَ فلانٌ بني فلان يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، واسْتَغاثَ بهم؛ ويقال: يَسْتعويهم، بالعين، يقال: خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان أَي يَسْتَعْويهم.

  والنُّجْثُ والنُّجُثُ: غِلافُ القلب، وكذلك البيت للإِنسان، والجمع منهما: أَنْجاث؛ قال:

  تَنْزُو قلوبُ الناسِ في أَنْجاثِها

  وانْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قال كثير عزَّة يصف أَتاناً:

  تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك ... وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا

  قال: سَوْرَةً أَي يَسُور فيها الشحمُ، فسَوْرَةً، على هذا، منتصبٌ على المصدر، لأَنّ سمنت في قوّة سارت أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها.

  نحث: النَّحِيثُ: لغة في النحيف، عن كراع؛ قال ابن سيدة: وأُرى الثاء فيه بدلاً من الفاء، والله أَعلم.

  نعث: أَنْعَثَ في ماله: قَدَّم فيه، وقيل: بَذَّرَه.

  نغث: ابن الأَعرابي: النَّغَثُ الشَّرُّ الدائم الشديد؛ يقال: وقعنا في نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ.

  نفث: النَّفْثُ: أَقلُّ من التَّفْل، لأَن التفل لا يكون إِلَّا معه شيء من الريق؛ والنفثُ: شبيه بالنفخ؛ وقيل: هو التفل بعينه.

  نَفَثَ الرَّاقي، وفي المحكم: نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً.

  وفي الحديث أَن النبي، ، قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتى تَسْتوفِيَ رزقها، فاتَّقوا الله وأَجملوا في الطلب؛ قال أَبو عبيد: هو كالنَّفْثِ بالفم، شبيه بالنفخ، يعني جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى.

  والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حين تَنْكُزُ.

  والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره.

  وسمٌّ نَفِيثٌ ودم نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قال صخر الغيّ:

  مَتى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها ... على أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ

  وفي الحديث: أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولِ الله، ، أَنْفَرَ بها المشركون بعيرَها حتى سقطت،