لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 214 - الجزء 2

  ويَمْزُجُه ويَمْرُكُه أَي يُحَرِّشُه.

  وهما يَتَبازَجانِ ويَتَمازجانِ أَي يَتَفَاخرانِ؛ وأَنشد شمر:

  فإِن يَكنْ ثَوْبُ الصِّبَا تَضَرَّجا ... فقد لَبِسْنَا وَشْيَه المُبَزَّجا

  قال ابن الأَعرابي: المُبَزَّجُ المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ، وكذلك قال أَبو نصر، وقال شمر في كلامه: أَتينا فلاناً فجعل يَبْزُجُ في كلامه أَي يُحَسِّنُه.

  بستج: التهذيب، أَبو مالك، وَقَعَ في طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَي كثير.

  بعج: بَعَجَ بَطْنَه بالسكين يَبْعَجُه بَعْجاً، فهو مَبْعُوجٌ وبَعِيجٌ، وبَعَّجه: شَقَّه فزال ما فيه من موضعه وبدا متعلقاً.

  وفي حديث أُمِّ سُليم: إِنْ دنا مِنِّي أَحدٌ أَبْعَجْ بَطْنَه بالخَنْجَرِ أَي أَشُقُّ؛ قال أَبو ذؤَيب:

  فذلك أَعْلَى مِنْكَ فَقْداً لأَنه ... كريمٌ، وبَطْنِي بالكرامِ بَعِيجُ⁣(⁣١)

  ورجلٌ بَعِيجٌ من قوم بَعْجَى، والأَنثى بَعِيجٌ، بغير هاء، من نسوة بَعْجَى، وقد انْبَعَجَ هو.

  وبطنٌ بَعِجٌ: مُنْبَعِجٌ؛ أُراه على النَّسَب.

  وامرأَة بعِيجٌ أَي بَعَجَتْ بطْنَها لزوجها ونَثَرَتْ.

  ورجلٌ بَعِجٌ: ضعيفٌ، كأَنه مبعوج البطن مِن ضَعْف مَشْيه؛ قال الشاعر:

  لَيْلَةَ أَمْشي، علَى مُخاطَرَةٍ ... مَشْياً رُويَداً، كَمِشيَةِ البَعِجِ

  والانْبِعَاجُ: الانشقاق.

  وتقول: بَعَجَه حُبُّ فلان إذا اشتَدَّ وَجْدُه وحَزِنَ له.

  قال الأَزهري: لَعَجَه حُبه أَصوبُ من بَعَجَه لأَن البَعْجَ الشَّقُّ.

  يقال: بَعَجَ بَطْنَه بالسكين إِذا شقه وخَضْخَضَه فيه؛ قال الهذلي:

  كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ

  شَبَّه ظُباتِ النِّصال بنار جمر سُخِىَ فَظَهَرَتْ حُمْرَتُه؛ يقال: اسْخُ النار أَي افتح عينها.

  وفي الحديث: إِذا رأَيتَ مكةَ قد بُعِجَتْ كظَائمَ، وساوى بناؤُها رؤوسَ الجبال، فاعْلَم أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ؛ بُعِجَتْ أَي شُقَّت، وفُتِحت كظائمُها بَعْضُها في بعض، واسْتُخْرِجَ منها عيونها.

  وبَعَجْتُ بطني لفلان: بالغت في نصيحته؛ قال الشماخ:

  بَعَجْتُ إِليه البَطْنَ حتى انْتَصَحْتُه ... وما كلُّ مَنْ يُفْشَى إِليه بِناصِحِ

  وقيل في قول أَبي ذؤَيب:

  وبطني بالكرام بعيج

  أَي نُصْحي لهم مبذول.

  وفي حديث عَمْرٍو ووَصَفَ عمر، ¥، فقال: إِن ابن حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدنيا مِعَاها.

  هذا مثل ضربه؛ أَراد أَنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز والأَموال والفيء، وحنتمة أُمُّه.

  وفي حديث عائشة، ^، في صفة عمر، ¥: بَعَجَ الأَرضَ وبَجَعَها أَي شقَّها وأَذلَّها؛ كَنَتْ به عن فتوحه.

  وتَبَعَّجَ السحابُ وانْبَعَجَ بالمطر: انْفَرَجَ عن الوَدْقِ والوَبْلِ الشديد؛ قال العجاج:

  حَيْثُ اسْتَهَلَّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا

  وتَبَعَّجَتِ السماءُ بالمطر، كذلك؛ وكلُّ ما اتسع فقد انْبَعَجَ.


(١) قوله [فذلك أعلى منك فقداً] كذا بالأصل وفي شرح القاموس قدراً.