لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 258 - الجزء 2

  لا تَخْلِجِ الفصيلَ عن أُمه، فإن الذئب عالم بمكان الفصيل اليتيم؛ أَي لا تفرق بينه وبين أُمه.

  وتَخَلَّجَ المجنونُ في مشيته: تجاذب يميناً وشمالًا.

  والمجنون يتخلج في مشيته أَي يتمايل كأَنما يجتذب مرَّة يمنةً ومرة يسرة.

  وتخَلَّج المفلوج في مشيته أَي تفكك وتمايل؛ ومنه قول الشاعر:

  أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْها ... وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ

  والتَّخَلُّجُ في المشي: مثل التخلع؛ قال جرير:

  وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ ... وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ

  وفي حديث الحسن: رأَى رجلاً يمشي مِشْيَةً أَنكرها، فقال: يَخْلِجُ في مِشْيَتِه خَلَجَانَ المجنون أَي يجتذب مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً.

  والخَلَجان، بالتحريك: مصدر كالنزوان.

  والخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه يَخْلج الخليقة أَي يجذبها.

  واخْتَلَجَتِ المَنِيَّةُ القومَ أَي اجتذبتهم.

  وخُلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عن الشَّوْل قبل أَن يقدر.

  الليث: الفحلُ إِذا أُخْرِجَ من الشَّوْلِ قبل قُدُوره فقد خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج، وإِن أُخْرِجَ بعد قُدُورِه فقد عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ وأَنشد:

  فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّى غَيرَ مَخْلُوجِ

  وخَلَجَ الشيءَ من يده يَخْلِجُه خَلْجاً: انْتزعه.

  واخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَه من مركزه: انتزعه.

  وخَلَجَه هَمٌّ يَخْلِجُه: شغَله؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وأَبِيتُ تَخْلِجُني الهُمُومُ، كأَنَّني ... دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ

  واخْتَلَجَ في صدري هَمٌّ.

  الليث: يقال: خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَي شغلته الشواغل؛ وأَنشد:

  وتَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال

  وخَلَجَني كذا أَي شغلني.

  يقال: خَلَجَتْه أُمورُ الدنيا وتَخَالَجَتْه الهموم: نازعته.

  وخالَجَ الرجلَ: نازعه.

  ويقال: تَخَالَجَتْه الهموم إِذا كان له هَمٌّ في ناحيةٍ وهمٌّ في ناحية كأَنه يجذبه إِليه.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، صلى بأَصحابه صلاةً جهر فيها بالقراءة، وقرأَ قارئٌ خلفه فجهر، فلما سلَّم قال: لقد ظَنَنْتُ أَن بعضكم خالَجَنِيها؛ قال: معنى قوله خالجنيها أَي نازعني القراءة فجهر فيما جهرت فيه، فنزع ذلك من لساني ما كنت أَقرؤُه ولم أَستمرّ عليه.

  وأَصل الخَلْجِ: الجَذْبُ والنزع.

  واخْتَلَجَ الشيءُ في صدري وتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مع شَكٍّ.

  وفي حديث عديّ، قال له #: لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك أَي لا يتحرَّك فيه شيءٌ من الريبة والشك، ويروى بالحاء، وهو مذكور في موضعه.

  وأَصل الاختلاج: الحركة والاضطرب؛ ومنه حديث عائشة، ^، وقد سئلت عن لحم الصيد للمحرم، فقالت: إِن يَخْلِجْ في نفسك شيءٌ فَدَعْه.

  وفي الحديث: ما اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا ويكفر الله به.

  وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر، ®: أَن الحكم بن أَبي العاصي أَبا مروان كان يجلس خلف النبي، ، فإِذا تكلم اخْتَلَجَ بوجهه فرآه، فقال: كن كذلك، فلم يزل يختلج حتى مات؛ أَي كان يحرِّك شفتيه وذقنه استهزاء وحكايةً لفعل سيدنا رسول الله، ، فبقي يرتعد إِلى أَن مات؛ وفي رواية: فَضُرِبَ بِهَمٍ