لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد]

صفحة 509 - الجزء 2

  والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ: الصَّيَّاحُ.

  وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً.

  صاحَ، واسم الفاعل منه صَدَّاحٌ؛ قال لبيد يرثي عامِرَ بنَ مالك بن جعفر مُلاعِبَ الأَسِنَّة:

  وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ ... باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ،

  وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ ... وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ

  الرَّسَلُ: القطعة من الإِبل.

  والقِماحُ: الرافعة رؤُوسها.

  والأَذْباحُ: جمع ذِبْحٍ، وهو ما ذُبِحَ؛ وقال حُمَيْدُ بن ثور:

  مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كلما ... دنا الصيفُ، وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما

  والصَّدْحُ أَيضاً: شدّة الصوت وحِدَّته والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

  والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ: الشديد الصوت؛ قال:

  وذُعِرَتْ من زاجرٍ وَحْواحِ ... مُلازمٍ آثارَها، صَيْداحِ

  والصَّيْدَحُ: الفرس الشديد الصوت.

  وصَدَحَ الحمارُ، وهو صَدُوحٌ: صَوَّتَ؛ قال أَبو النجم:

  مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا

  وقال الأَزهري: قال الليث الصَّدْحُ من شدة صوت الديك والغراب ونحوهما.

  وحكي عن ابن الأَعرابي: الصَّدَحُ الأَسْوَدُ، وقال: قال ابن شميل الصَّدَحُ أَنْشَزُ من العُنَّاب قليلاً وأَشدُّ حُمْرَةً، وحُمْرَتُه تضرب إِلى السواد.

  وذكر الأَزهري: الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة، واحدها صَدَحٌ.

  والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ: خرزة يُسْتَعْطَفُ بها الرجال؛ وقال اللحياني: هي خَرَزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ.

  والصَّدَحُ: حجر عريض.

  وصَيْدَحُ: اسم ناقة ذي الرمة، وفيها يقول:

  سَمِعْتُ: الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً ... فقلتُ لِصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا⁣(⁣١)

  صرح: الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ، والكسر أَفصح: المَحْضُ الخالصُ من كل شيء؛ رجل صَرِيحٌ وصُرَحاء، وهي أَعلى⁣(⁣٢)، والاسم الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ.

  وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ.

  وكل خالص: صَريح.

  والصَّريحُ من الرجال والخيل: المَحْضُ، ويجمع الرجال على الصُّرَحاء، والخيل على الصَّرائح؛ قال ابن سيده: الصَّريح الرجل الخالص النسب، والجمع الصُّرَحاء؛ وقد صَرُحَ، بالضم، صَراحة وصُرُوحة؛ تقول: جاء بنو تميم صَرِيحةً إِذا لم يخالطهم غيرهم؛ وقول الهذلي:

  وكَرَّمَ ماءً صَريحا

  أَي خالصاً، وأَراد بالتكريم التكثير، قال: وهي لغة هذلية.

  وفي الحديث: حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان.

  والصريحُ: الخالص من كل شيء، وهو ضِدُّ الكناية؛ يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في قلوبكم،


(١) قوله [سمعت الناس الخ] برفع الناس. هكذا ضبطه غير واحد. ووجدت بخط الجوهري: رأيت بل سمعت، وهو خطأ، والصواب ما هنا فتأَمل؛ كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل.

(٢) قوله [رجل صريح وصرحاء وهي أَعلى] كذا بالأَصل، ولعل فيه سقطاً. والأَصل: رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى. وعبارة القاموس وشرحه: وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء، وهي أعلى، وصرائح.