لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد]

صفحة 510 - الجزء 2

  ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم؛ وليس معناه أَن الوسوسة نفسها صريح الإِيمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف تكون إِيماناً صَريحاً؟ وصَريحٌ: اسم فحلٍ مُنْجِبٍ؛ وقال أَوْسُ بن غَلْفاء الهُجَيْمِي:

  ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها ... يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ

  قال ابن بري: صواب إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ، لأَن قبله:

  أَعانَ على مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ ... مُضاعَفَةٌ، لها حَلَقٌ تُؤامُ

  وفرس صريحٌ من خيل صَرائِحَ؛ والصَّريحُ: فحل من خيل العرب معروف؛ قال طُفيل:

  عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ ... مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ

  ويروى من آل الصَّريح وأَعْوَجٍ، غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسماً.

  وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً.

  وخَمْر صُراح وصُراحِية: خالصة.

  وكأْسٌ صُراحٌ: لم تُشَبْ بِمَزْج؛ وفي حديث أُم مَعْبَدٍ:

  دَعاها بِشاةٍ حائلٍ، فَتَحَلَّبَتْ ... له بصَرِيحٍ، ضَرَّةُ الشاةِ، مُزْبِدِ

  أَي لبن خالص لم يُمْذَقْ.

  والضَّرَّة: أَصل الضَّرْع.

  وفي حديث ابن عباس: سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حين يُصَرِّحُ، قيل: وما التصريح؟ قال: حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ؛ قال الخطابي: هكذا يُرْوَى ويُفَسر، والصواب يُصَوِّحُ، بالواو، وسيذكر في موضعه.

  والصُّراحِيَّة: آنيةٌ للخمر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته.

  والصَّرَح، بالتحريك: الأَبيض الخالص من كل شيء؛ قال المتنخل الهذلي:

  تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم ... كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ

  وأَورد الأَزهري والجوهري هذا البيت مستشهداً به على الخالص من غير تقييد بالأَبيض.

  وأَبْيَضُ صَرَاحٌ، كَلَياحٍ: خالصٌ ناصعٌ.

  والصَّريحُ: اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه.

  ولبن صَريح: ساكن الرَّغْوَةِ خالص.

  وفي المثل: بَرَزَ الصريحُ بجانب المَتْنِ؛ يضرب هذا للأَمر الذي وَضَحَ.

  وناقة مِصْراح: قليلة الرغوة خالصة اللبن؛ الأَزهري: يقال للناقة التي لا تُرَغِّي: مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها ولا تُرَغِّي أَبداً.

  وبول صَرِيحٌ: خالص ليس عليه رغوة؛ قال الأَزهري: يقال للَّبن والبول صريح إِذا لم يكن فيه رغوة؛ قال أَبو النجم:

  يَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّريحا

  وصَرِيحُ النُّصْحِ: مَحْضُه.

  ويوم مُصَرِّحٌ أَي ليس فيه سحاب؛ وهو في شعر الطِّرِمَّاح في قوله يصف ذئباً:

  إِذا امْتَلَّ يَهْوِي، قلتَ: ظِلُّ طَخاءةٍ ... ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ

  امْتَلَّ: عدا.

  وطَخاءَة: سحابة خفيفة أَي ذراه الرِّيح في يوم مُصْحٍ؛ شبه الذئب في عدوه في الأَرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء.

  وصَرَّحَتِ الخَمْر تصريحاً: انجلى زَبَدُها فَخَلَصَتْ، وهو التصريحُ؛ تقول: قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ وإِزْبادٍ.

  وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها: انْجَلَى فَخَلَصَ؛