لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 539 - الجزء 2

  والفَتَّاحُ: الحاكِمُ، الأَزهري: الفَتَّاحُ في صفة اللَّه تعالى الحاكم، قال: وأَهل اليمن يقولون للقاضي الفَتَّاحُ، ويقول أَحدهم لصاحبه: تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح، ويقول: افْتَحْ بيننا أَي احكم، وفي التنزيل: وهو الفَتَّاحُ العليم.

  وفاتَحه مُفاتحة وفِتاحاً: حاكمه.

  وفي حديث ابن عباس: ما كنت أَدري ما قوله ø: ربنا افتح بيننا وبين قومنا، حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها: تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ، ومنه: لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لا تحاكموهم، وقيل: لا تَبْدَأُوهم بالمجادلة والمناظرة.

  وفي أَسماء اللَّه تعالى الحسنى: الفَتَّاحُ، قال ابن الأَثير: هو الذي يفتح أَبواب الرزق والرحمة لعباده، وقيل: معناه الحاكم بينهم، يقال: فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما.

  والفاتحُ: الحاكم.

  والفَتَّاحُ مِن أَبنية المبالغة.

  وتَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو أَدب: تطاول به، وهي الفُتْحة، تقول: ما هذه الفُتْحَةُ التي أَظهرتها وتَفَتَّحْتَ بها علينا؟ قال ابن دريد: ولا أَحسبه عربيّاً.

  وفاتَحَ الرجلَ: ساوَمَه ولم يعطه شيئاً، فإِن أَعطاه، قيل: فاتَكه، حكاه ابن الأَعرابي.

  الأَزهري عن ابن بُزُرْجٍ: الفَتْحَى الريح، وأَنشد:

  أَكُلُّهُمُ، لا بارك اللَّه فيهمُ ... إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى، من البَيْع عاجِبُ

  فَتْحَى على فَعْلَى.

  وفاتحة الشيء: أَوَّله.

  وافتتاحُ الصلاة: التكبيرة الأَولى.

  وفَواتحُ القرآن: أَوائل السور، الواحدة فاتحة.

  وأُم الكتاب يقال لها: فاتحة القرآن.

  والفتح: أَن تفتح على من يستقرئك.

  والمَفْتَحُ: الخِزانة، الأَزهري: وكلُّ خزانة كانت لصِنْفٍ من الأَشياء، فهي مَفْتَحٌ، والمَفْتَحُ: الكَنز، وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَه لتَنُوءُ بالعُصْبةِ أُولي القوّة، قيل: هي الكنوز والخزائن، قال الزجاج: روي أَن مفاتحه خزائنه.

  الأَزهري: والمعنى ما إِن مفاتحه لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي تميلهم من ثِقَلها.

  وروي عن أَبي صالح: ما إِن مفاتحه لتَنُوءُ بالعُصْبة، قال: ما في الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ، الأَزهري: والأَشبه في التفسير أَن مفاتحه خزائن ماله، واللَّه أَعلم بما أَراد.

  وقال: قال الليث: جمع المِفْتاح الذي يُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِيحُ، وجمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ، وجاء في التفسير أَيضاً أَن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإِصبع، وكانت تحمل على سبعين بغلاً أَو ستين، قال: وهذا ليس بقوي.

  وروى الأَزهري عن أَبي رَزين قال: مفاتحه خزائنه إِن كان لكافياً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال، وفي الحديث: أُوتِيت مفاتيحَ خزائنِ الأَرض، أَراد ما سَهَّل اللَّه له ولأُمَّته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات.

  والفَتُوحُ من الإِبل: الناقة الواسعة الأَحاليل، وقد فَتَحَت⁣(⁣١) وأَفتَحَتْ، بمعنىً.

  والنَّزُور: مثل الفَتُوح.

  وفي حديث أَبي ذرّ: قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي واسعة الأَحاليل.

  والفَتْحُ: أَوَّل مطر الوَسْمِيِّ، وقيل: أَول المطر، وجمعه فَتُوحٌ، بفتح الفاء،⁣(⁣٢) قال:


(١) ١ قوله وقد فتحت من باب منع كما في القاموس.

(٢) ٢ قوله وجمعه فتوح، بفتح الفاء قال شارح القاموس أنكر ذلك شيخنا وشدّد فيه وقال: لا قائل به. ولا يعرف في العربية جمع فعل بالفتح على فعول بالفتح، بل لا يعرف في أوزان الجموع فعول بالفتح مطلقا.