لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 572 - الجزء 2

  وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً ... لعَضْبٍ، رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ، مُهَنَّدِ

  قال الأَزهري: هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد؛ وفي حديث سعد: إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين؛ قال ابن سيده: وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك؛ وقيل: الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط؛ وقيل: هو الخَصْر؛ وقيل: هو الحشى، والكَشْحُ: أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ؛ وقيل: إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه، وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلَّا عليه؛ قال أَبو ذؤَيب:

  كأَنَّ الظَّباءَ كُشُوحُ النِّساءِ ... يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا⁣(⁣١)

  شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع.

  وكَشِحَ كَشَحاً: شَكا كَشْحَه.

  والكَشَحُ: داء يصيب الكَشْحَ.

  وكَوى كَشْحَه على أَمر: استمر عليه؛ وكذلك الذاهب القاطع الرحم؛ قال:

  طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا ... لبَيْنٍ منكَ، ثم غَدا صُراحا

  وكذلك إِذا عاداك وفاسَدَك، يقال: طوى كَشْحاً على ضِغْن إِذا أَضمره؛ قال زهير:

  وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ ... فلا هو أَبْداها، ولم يَتَجَمْجَمِ

  والكاشِحُ: المتولي عنك بِوُدّه.

  ويقال: طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك وعاداك؛ ومنه قول الأَعشى:

  وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا

  قال الأَزهري: يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت عزيمته.

  ويقال: طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه.

  وقال الجوهري: طويتُ كَشْحي على الأَمر إِذا أَضمرته وسترته.

  والكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ.

  والكاشح: الذي يضمر لك العداوة.

  يقال: كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنًى.

  قال ابن سيده: والكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه، أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوجهه، والاسم الكُشاحة.

  وفي الحديث: أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم الكاشِحِ؛ الكاشح: العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي باطنه.

  والكَشْحُ: الخَصْر.

  والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك.

  وسمي العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلَّاك كَشْحَه وأَعرض عنك؛ وقيل: لأَنه يَخْبَأُ العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه، والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء؛ ومنه قيل للعدوّ: أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ؛ وكاشَحه بالعداوة مكاشحة وكِشاحاً.

  قال المُفَضَّل: الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ، وهو الفأْس.

  والكُشاحة: المُقاطعة.

  وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها بين رجليها؛ وأَنشد:

  يأْوي، إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها ... سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ

  الأَزهري: كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر عنه.

  وكَشَحَ القومُ عن الماء وانْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا.

  ورجل مَكْشُوحٌ: وُسِمَ بالكِشاح في أَسفل الضلوع.

  والكِشاحُ: سِمَةٌ في موضع الكَشْح.


(١) قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين: الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة، شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع، ثم قال: وكانت الأَوشحة تعمل من ودع أبيض اه. القاموس.