لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 601 - الجزء 2

  تَكافَأَ مَلَّاحُها وَسْطَها ... من الخَوْفِ، كَوْثَلَها يَلتَزِمْ

  ابن الأَعرابي: المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي المَلَّاحُ مَلَّاحاً، وقال غيره: سمي السَّفَّانُ مَلَّاحاً لمعالجته الماءَ المِلْحَ بإِجراء السفن فيه؛ ويقال للرجل الحديد: مِلْحُه على رُكْبتيه؛ قال مِسكينٌ الدَّارِميّ:

  لا تَلُمْها، إِنها من نِسْوَةٍ ... مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ

  قال ابن سيده: أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِلْحة، وإِما أَن يكون التأْنيث في المِلْح لغة؛ وقال الأَزهري: اختلف الناس في هذا البيت فقال الأَصمعي: هذه زِنجِيَّة والمِلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها؛ وقال شمر: الشحم يسمى مِلْحاً؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله:

  ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ

  قال: هذه قليلة الوفاء، والمِلْحُ ههنا يعني المِلْحَ.

  يقال: فلان مِلْحُه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء.

  قال: والعرب تحلف بالمِلْح والماء تعظيماً لهما.

  ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها: أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح، وهو مِلْح وتُراب، والملح أَكثر، وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه.

  والمُلَّاحَة: عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ، وهي مالحة الطعم ناجعة في المال، والجمع مُلَّاحٌ.

  الأَزهري عن الليث: المُلَّاحُ من الحَمْضِ؛ وأَنشد:

  يَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كذاوي القَرْمَلِ

  قال أَبو منصور: المُلَّاحُ من بقول الرياض، الواحدة مُلَّاحة، وهي بقلة غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ؛ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً: رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلَّاحةٍ ونَهْقَةٍ.

  والمُلَّاحُ، بالضم والتشديد: من نبات الحَمْضِ؛ وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون مُلَّاحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها: المُلَّاح: ضرب من النبات، والسِّراحُ: جمع سَرْح، وهو الشجرُ؛ وقال ابن سيده: قال أَبو حنيفة: المُلَّاحُ حَمْضَة مثل القُلَّام فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به، وله حب يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل، قال: وأَحْسِبُه سمي مُلَّاحاً للَّوْن لا للطعم؛ وقال مَرَّةً: المُلَّاحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمي به لطعمه، كأَن فيه من حرارته مِلْحاً، ويقال: نبتٌ مِلْح ومالح للحَمْضِ.

  وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِلْح؛ قال عنترة يصف جُعَلًا:

  كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلًا ... هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ

  والمِلْحُ: الحُسْنُ من المَلاحة.

  وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ، فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلَّاح.

  والمُلَّاحُ أَمْلَحُ من المَليح؛ قال:

  تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلَّاحِ ... أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ

  يعني فرجها، وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة، قالوا: فُعَّال فزادوا في لفظه لزيادة معناه؛ وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلَّاحٍ مُلاحُون ومُلَّاحُونَ، والأُنثى مَلِيحة.

  واستَمْلَحه: عَدَّه مَلِيحاً؛ وقيل: جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح؛ عن أَبي عمرو، مثل شَرِيف وأَشْراف.

  وفي حديث جُوَيرية: وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة، وهو من أَبنية المبالغة.

  وفي كتاب