لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 602 - الجزء 2

  الزمخشري: وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة، وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ، وفُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ منه.

  التهذيب: والمُلَّاحُ أَمْلَحُ من المَليح.

  وقالوا: ما أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ، ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه؛ قال الشاعر:

  يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا ... من هؤُلَيَّاءِ، بين الضَّالِ والسَّمُرِ

  والمُلْحة والمُلَحةُ: الكلمة المَليحة.

  وأَمْلَح: جاء بكلمة مَليحة.

  الليث: أَمْلَحْتَ يا فلانُ بمعنيين أَي جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ.

  وفي حديث عائشة، ^، قالت لها امرأَة: أَزُمُّ جَمَلي هل عليَّ جُناحٌ؟ قالت: لا، فلما خرجت قالوا لها: إِنها تعني زوجها، قالت: رُدُّوها عليَّ، مُلْحةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ؛ المُلْحَة: الكلمة المليحة، وقيل: القبيحة.

  وقولها: اغسلوا عني أَثرها تعني الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها، ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز.

  قال أَبو منصور: الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها، بالتشديد، ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح.

  والمُلْحَةُ، بالضم: واحدة المُلَحِ من الأَحاديث.

  قال الأَصمعي: بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح؛ والمَلْح: المُلَحُ من الأَخبار، بفتح الميم.

  والمِلْحُ: العلم.

  والمِلْحُ: العلماء.

  وأَمْلِحْني بنفسك: زَيِّنِّي؛ التهذيب: سأَل رجل آخر فقال: أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني.

  الأَصمعي: الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض.

  والمُلْحة من الأَلوان: بياض تشوبه شعرات سود.

  والصفة أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء.

  وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد: فهو أَمْلح، وكبش أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحةِ والمَلَح.

  وفي الحديث: أَن رسول الله، ، أُتيَ بكبشين أَمْلَحَينِ فذبحهما؛ وفي التهذيب: ضَحَّى بكبشين أَملحين؛ قال الكسائي وأَبو زيد وغيرهما: الأَمْلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر.

  وقد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً: صار أَمْلَح؛ وفي الحديث: يُؤْتى بالموت في صورة كبش أَمْلَح؛ ويقال: كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً.

  قال أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ: أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ.

  وفي حديث خَبَّاب: لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلَّا نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض، ومنه حديث عبيد بن خالد⁣(⁣١): خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول الله، ، فقلت: إِنما هي مَلْحاء، قال: وإِن كانت مَلْحاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ؟ والمَلْحاء من النِّعاج: الشَّمطاءُ تكون سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء.

  والأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل بعضهم الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل: المُلْحة بياض إِلى الحمرة ما هو كلون الظبي؛ أَبو عبيدة: هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة.

  ورجل أَمْلَحُ اللحية إِذا كان يعلو شعرَ لحيته بياضٌ من خِلْقةٍ، ليس من شيب، وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُلحَة؛ أَنشد ثعلب:

  لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا،


(١) قوله [ومنه حديث عبيد بن خالد الخ] نصه كما بهامش النهاية: كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي، اما بإصبعه واما بقضيب كان معه، فالتفت الخ.