لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 247 - الجزء 3

  لكل جبل صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ.

  قال أَبو عمرو: الصُّدَّان الجبلان، وأَنشد بيت ليلى الأَخيلية.

  وقال: الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء، والصَّدُّ الجانب.

  والصَّدَدُ: الناحية.

  والصَّدَدُ: ما اسْتَقْبَلك.

  وهذا صَدَدَ هذا وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه.

  والصَّدَدُ: القُرْب.

  والصَّدَدُ: القَصْد.

  قال ابن سيده: قال سيبويه هو صَدَدُك ومعناه القصْدُ.

  قال: وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر معانيها لأَنها غرائب.

  ويقال: صَدَّ السبيلُ⁣(⁣١) إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها؛ قال الشاعر:

  إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا ... صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا

  وقول أَبي الهَيْثم:

  فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا ... إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ

  قال: صَدَدٌ قَصْدٌ.

  وصَدَدُ الطريق: ما استقبلك منه.

  وأَما قول الله ø: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى؛ فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه.

  يقال: تَصَدّى فلان لفلان يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له، والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد.

  يقال: تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه؛ وقال الشاعر:

  لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ ... إِلى البُيوتِ، وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ

  قال الأَزهري: وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلكَ وصار قُبالَتَكَ.

  وقال الزجاج: معنى قوله ø: فأَنتَ له تَصَدّى؛ أَي أَنت تُقْبِلُ عليه، جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ.

  وقال الليث: يقال هذه الدارُ على صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها.

  وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها، نَصْب على الظرف.

  قال أَبو عبيد: قال ابن السكيت: الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ.

  قال الأَزهري: فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى: فأَنت له تصدّى؛ أَي تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل.

  والصُّدّاد، بالضم والتشديد: دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ؛ قال أَبو زيد: هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ.

  ابن سيده: الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ، وقيل: الوَزَغ؛ أَنشد يعقوب:

  مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ

  ثم فسره بالوزغ، والجمع منهما الصَّدائدُ، على غير قياس؛ وأَنشد الأَزهري:

  إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها ... خَفِيٌّ، كَصُدَّادِ الجَديرَةِ، أَطْلَسُ

  والصَّدّى، مقصورٌ: تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ تزبيبه فُلْطِح، فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ، وهو صادق الحلاوة؛ هذا قول أَبي حنيفة.

  وصَدّاءُ: اسم بئر، وقيل: اسم رَكِيَّة عذبة الماء، وروى بعضهم هذا المَثَل: ماءٌ ولا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عبيد:

  وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي ... يُحاوِلُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا

  وقيل لأَبي عليّ النحوي: هو فَعْلاءُ من المضاعف، فقال: نعم؛ وأَنشد لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي:

  كأَنِّيَ، مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ، هائمٌ ... يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا

  يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً ... إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا


(١) قوله [صد السبيل الخ] عبارة الأَساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره.