لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 325 - الجزء 3

  واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دعاه بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ؛ قال أَبو نخيلة:

  واستَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا

  وغَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي حنيفة.

  والغِرْدُ، بالكسر، والغَرْدُ، بالفتح، والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ: ضرب من الكَمْأَةِ، وقيل: هي الصغار منها، وقيل: هي الرديئةُ منها، والجمع غِرَدَةٌ وغِرادٌ، وجمع الغَرادةِ غَرادٌ، وهي المَغاريدُ، واحدها مُغْرود؛ قال:

  يَحُجُّ مأُمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ

  قال أَبو عمرو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، واحدتها غَرادَةٌ، وهي أَيضاً الغِرادَةُ، واحدتها غَرَدَةٌ⁣(⁣١) وقال أَبو عبيد: هي المُغْرُودةُ فرد ذلك عليه؛ وقيل: إِنما هو المُغْرُودُ، ورواه الأَصمعي المَغْرودُ من الكمأَة، بفتح الميم؛ وقال أَبو الهيثم: الغَرَدُ والمُغْرُودُ، بضم الميم، الكمأَة وهو مُفعول نادر؛ وأَنشد:

  لو كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا ... أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا

  قال الفراء: ليس في كلام العرب مُفْعُولٌ، مضموم الميم، إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة، ومُغْفُورٌ واحد المَغافِر، وهو شيء ينضحه العُرفُطُ حلو كالناطف.

  ويقال: مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لواحد المعاليق.

  والجمع المَغاريدُ.

  والمَغْرُوداءُ: الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ.

  غرقد: الغَرْقَدُ: شجر عظام وهو من العضاه، واحدته غَرْقَدَةٌ وبها سمي الرجل.

  قال أَبو حنيفة: إِذا عظمت العَوْسَجَةُ فهي الغرقدة.

  وقال بعض الرواة: الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ.

  والغَرْقَدُ: كبار العوسج، وبه سمي بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فيه غرقد، وقال الشاعر:

  أَلِفْنَ ضالاً ناعماً وغَرْقَدا

  وفي حديث أَشراط الساعة: إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر اليهود؛ وفي رواية: إِلا الغرْقَدَة؛ هو ضرب من شجر العِضاه وشجر الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة واحدته؛ ومنه قيل لمقبرة أَهل المدينة بقيع الغرقد لأَنه كان فيه غرقد وقطع؛ قال ابن سيده: وبقيع الغرقد مقابر بالمدينة وربما قيل له الغرقد؛ قال زهير:

  لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ ... كالوَحْيِ في حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ؟

  غرند: أَبو عبيد: تَثَوَّلَ عليَّ القومُ تَثَوُّلاً واغْرَنْدَوُا اغْرِنْداءً واغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْه بالشَّتْمِ والضَّرْب والقهر.

  الأَصمعي: اغْرَنْداه واسْرَنْداه إِذا عَلاه، واغْرَنْداه واغْرَنْدَى عليه واغْرَنْدَوْا عليه: عَلَوْه بالشتم والضرب والقهر.

  والمُغْرَنْدِي والمُسْرَنْدِي: الذي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ؛ قال:

  قد جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني ... أَدْفَعُه عنِّي ويَسْرَنْدِيني

  قال ابن جني: إِن شئت جعلت رويه النون وهو الوجه، وإِن شئت جعلته الياء وليس بالوجه، فإِن جعلت النون هي الرويّ فقد أُلْزِمَ الشاعرُ فيها أَربعةَ أَحرف غير واجبة وهي الراء والنون والدال والياء، أَلا ترى أَنه يجوز معها يُعْطيني ويُرضيني ويَدْعُوني ويَغْزوني؟ وإِن أَنت جعلت الياء الروي فقد أُلْزِمَ فيه خمسةَ أَحرف غير لازمة وهي الراء والنون والدال والياء والنون، أَلا ترى أَنك جعلت الياء هي الروي


(١) قوله [وهي أَيضاً الغرادة واحدتها غردة] كذا في الأصل بهذا الضبط.