لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 434 - الجزء 3

  كقولك هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرجل جارُ المُعْتَصَرِ أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ.

  وفي النوادر: يُهَدْهَدُ إِليَّ كذا ويُهَدَّى إِليَّ كذا ويُسَوَّلُ إِليَّ كذا ويُهَدى لي كذا ويُهَوَّلُ إِليَّ كذا ولي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كذا ويُخَيَّلُ إِليَّ ولي ويُخالُ لي كذا: تفسيره إِذا شَبَّه الإِنسان في نفسه بالظن ما لم يُثْبِتْه ولم يَعْقِد عليه إِلا التشبيه.

  وهَدْهَدَ الطائرُ: قَرْقَر.

  وكلُّ ما قَرْقَرَ من الطير: هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ؛ قالل الأَزهري: والهُداهِدُ طائر يشبه الحَمام؛ قال الراعي:

  كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه ... يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا

  والجمع هَداهِدُ، بالفتح، وهَداهِيدُ؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف لها وجهاً إِلا أَن يكون الواحد هَدْهاداً.

  وقال الأَصمعي: الهُداهِد يعْني به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ؛ وقال اللحياني: قال الكسائي: إِنما أَراد الراعي في شعره بِهُداهِدٍ تصغير هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذلك، قال: ولا أَعرفه تصغيراً، قال: وإِنما يقال ذلك في كل ما هَدَلَ وهَدَرَ؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح لأَنه ليس فيه ياء تصغير إِلا أَنَّ من العرب من يقول دُوابَّة وشُوابَّة في دُوَيْبّة وشُوَيْبّة، قال: فعلى هذا إِنما هو هُدَيْهِدٌ ثم أَبدل الأَلف مكان الياء على ذلك الحدّ، غير أَن الذين يقولون دُوابَّة لا يجاوزون بناء المدغم.

  وقال أَبو حنيفة: الهُدهُدُ والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ من الحمام.

  وفَحْلٌ هُداهدٌ: كثير الهَدْهَدَةِ يَهْدِرُ في الإِبل ولا يَقْرَعُها؛

  قال: فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ

  جعله اسماً للمصدر وقد يكون على الحذف أَي من هَدِيد هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ.

  الجوهري: وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سمعت دَوِيَّ هَدِيرِه، والفحل يُهَدْهِدُ في هَدِيرِه هَدْهَدة، وجمع الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ؛ قال الشاعر:

  يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا ... مُواصِلا قُفّاً، ورَمْلا أَدْهَسَا

  والهُدْهُدُ: طائر معروف، وهو مما يُقَرْقِرُ، وهَدْهَدَتُه: صوته، والهُداهِدُ مثله؛ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً:

  كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه ... يَدْعُو بقارعةِ الطَّرِيقِ هَدِيلا

  قال ابن بري: الهَدِيل صوته، وانتصابه على المصدر على تقدير يَهْدِلِ هَديلاً لأَنَّ يَدْعو يدل عليه، والمُشَيَّه بالهدهد الذي كُسِرَ جَناحُه، هو رجل أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بدليل قوله في البيت قبله:

  أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً ... لا يَسْتَطِيعُ عن الدِّيارِ حَوِيلا

  يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ، ودونَه ... خَرْقٌ تَجُرُّ به الرِّياحُ ذُيُولا

  قال ابن سيده: وبيت ابن أَحمر:

  ثم اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه ... وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ

  يروى: كعَزْفِ الهُدْهُد، وكعَزْف الهَدْهَد، فالهُدهُدُ: ما تقدم، والهَدْهَدُ قيل في تفسيره: أَصواتُ الجنِّ ولا واحد له.

  وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ: حَدَرَه.

  وهَدْهَدَه: حرَّكه كما يُهِدْهَدُ الصبيُّ في المَهْدِ.

  وهَدْهَدَت المرأَةُ ابنها أَي حرَّكَتْه لِينام، وهي