لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 231 - الجزء 1

  شُعبةَ⁣(⁣١) عن هذا الحَرْفِ، فقال: ليس هو هكذا انما هو نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، وهي التي قد سَقَطَتْ في التُّرابِ، وقيل الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّى تَرِبةً لأَنها يَحْصُلُ فيها الترابِ مِنَ المَرْتَعِ؛ والوَذِمةُ: التي أُخْمِلَ باطِنُها، والكُرُوش وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ.

  ومعنى الحديث: لئن وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُم بعد الخُبْثِ.

  والتِّرْبُ: اللِّدةُ والسِّنُّ.

  يقال: هذه تِرْبُ هذه أَي لِدَتُها.

  وقيل: تِرْبُ الرَّجُل الذي وُلِدَ معَه، وأَكثر ما يكون ذلك في المُؤَنَّثِ، يقال: هي تِرْبُها وهُما تِرْبان والجمع أَتْرابٌ.

  وتارَبَتْها: صارت تِرْبَها.

  قال كثير عزة:

  تُتارِبُ بِيضاً، إذا اسْتَلْعَبَتْ ... كأُدْم الظَّباءِ تَرِفُّ الكَباثا

  وقوله تعالى: عُرُباً أَتْرَاباً.

  فسَّره ثعلب، فقال: الأَتْرابُ هُنا الأَمْثالُ، وهو حَسَنٌ إذْ ليست هُناك وِلادةٌ.

  والتَّرَبَةُ والتَّرِبةُ والتَّرْباء: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ، وقيل: هي شَجرة شاكةٌ، وثمرتها كأَنها بُسْرَة مُعَلَّقةٌ، مَنْبِتُها السهْلُ والحَزْنُ وتِهامةُ.

  وقال أَبو حنيفة: التَّرِبةُ خَضْراءُ تَسْلَحُ عنها الإِبلُ.

  التهذيب في ترجمة رتب: الرَّتْباءُ الناقةُ المُنْتَصِبةُ في سَيْرِها، والتَّرْباء الناقةُ المُنْدَفِنةُ.

  قال ابن الأَثير في حديث عمر، ¥، ذِكر تُرَبةَ، مثال هُمَزَة، وهو بضم التاء وفتح الراء، وادٍ قُرْبَ مكة على يَوْمين منها.

  وتُرَبةُ: وادٍ من أَوْدية اليمن.

  وتُربَةُ والتُّرَبَة والتُّرْباء وتُرْبانُ وأَتارِبُ: مواضع.

  ويَتْرَبُ، بفتح الراء: مَوْضعٌ قَريبٌ من اليمامة.

  قال الأَشجعي:

  وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً ... مواعِيدَ عُرقُوبٍ أخاه بِيَتْرَبِ

  قال هكذا رواه أَبو عبيدة بَيَتْرَبِ وأَنكر بيَثْرِبِ، وقال: عُرقُوبٌ من العَمالِيقِ، ويَتْرَبُ من بِلادِهم ولم تَسْكُن العمالِيقُ يَثْرِبَ.

  وفي حديث عائشة، ^: كُنَّا بِتُرْبانَ.

  قال ابن الأَثير: هو موضع كثير المياه بينه وبين المدينة نحو خمسة فَراسِخَ.

  وتُرْبةُ: موضع⁣(⁣٢) من بِلادِ بني عامرِ بن مالك، ومن أَمثالهم: عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبةَ، يُضْرَب للرجل يصير إلى الامرِ الجَليِّ بعد الأَمرِ المُلْتَبِس؛ والمَثَلُ لعامر بن مالك أَبي البراء.

  والتُّرْبِيَّة: حِنْطة حَمْراء، وسُنْبلها أَيضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُّمرة، وهي رَقِيقة تَنْتَشِر مع أَدْنَى بَرْد أَو ريح، حكاه أَبو حنيفة.

  ترتب: أَبو عبيد: التُّرْتُب: الأَمر الثابت.

  ابن الأَعرابي: التُّرْتُب: التُّراب، والتُّرْتُب: العَبْدُ السُّوءُ.

  ترعب: تَرْعَبٌ وتَبْرَعٌ: موضعان بَيَّنَ صَرْفُهم إياهُما أَن التاءَ أَصلٌ.

  تعب: التَّعَبُ: شدَّةُ العَناءِ ضِدُّ الراحةِ.

  تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً، فهو تَعِبٌ: أَعْيا.


(١) قوله [قال الأصمعي سألت شعبة الخ] ما هنا هو الذي في النهاية هنا والصحاح والمختار في مادة وذم والذي فيها من اللسان قلبها فالسائل فيها مسؤول.

(٢) قوله [وتربة موضع الخ] هو فيما رأيناه من المحكم مضبوط بضم فسكون كما ترى والذي في معجم ياقوت بضم ففتح ثم أورد المثل.