لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 172 - الجزء 5

  نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ.

  ويقال إِنه سئل المهاجرون: من أَين تعلمتم الخط؟ فقالوا: من الحيرة؛ وسئل أَهل الحيرة: من أَين تعلمتم الخط؟ فقالوا: من الأَنْبار.

  والمُرّانُ: شجر الرماح، يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ.

  ومُرٌّ: أَبو تميم، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ.

  ومُرَّةُ: أَبو قبيلة من قريش، وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّةُ: أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ.

  مُرَامِراتٌ: حروف وها⁣(⁣١) قديم لم يبق مع الناس منه شيء، قال أَبو منصور: وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وذَلٌ وذَلٌ، يُمَرْمِرُ مِرْزةً ويَلُوكُها؛ يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض.

  ويقال: رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ⁣(⁣٢) وهما الأَلاءُ والشِّيحُ.

  وفي الحديث ذكر ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم، وبعضهم يكسرها، وهي عند الحديبية؛ وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران، وهما بفتح الميم وتشديد الراء، موضع بقرب مكة.

  الجوهري: وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ، بفتح الميم الثانية، أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ المِراسَ؛ وأَنشد أَبو عبيد:

  إِذا تَخازَرْتُ، وما بي من خَزَرْ ... ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ

  وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ ... أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرْ

  قال ابن بري: هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص، قال: وهو المشهور؛ ويقال: إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو، ¥.

  مزر: المِزْرُ: الأَصل.

  والمزرُ: نَبِيذُ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل: نبيذ الذُّرَة خاصَّة.

  غيره: المِزْر ضَرْبٌ من الأَشربة.

  وذكر أَبو عبيد: أَن ابن عمر قد فسر الأَنبذة فقال البِتْعُ نبيذ العَسَل، والجِعَةُ نبيذ الشعيرِ، والمزر من الذرة، والسَّكَرُ من التمر، والخَمْرُ من العنب، وأَما السُّكُرْكَة، بتسكين الراء، فخمر الحَبَش؛ قال أَبو موسى الأَشعري: هي من الذرة، ويقال لها السُّقُرْقَعُ أَيضاً، كأَنه معرب سُكُرْكَةٍ، وهي بالحبشية.

  والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ: التَّرَوُّقُ والشُّرْبُ القَلِيلُ، وقيل: الشرْبُ بمَرَّةٍ، قال: والمِزْرُ الأَحْمَقُ.

  والمَزْرُ، بالفتح: الحَسْوُ لِلذَّوْقِ.

  ويقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قليلًا قليلًا، وأَنشد الأُموي يصف خمراً:

  تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ ... في فَمِه، مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ

  والتَّمَزُّرُ: شُرْبُ الشرابِ قليلًا قليلًا، بالراء، ومثله التَّمَزُّرُ وهو أَقل من التمزر؛ وفي حديث أَبي العالية: اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لتسكين العطش كما تشرب الماء ولا تشربه للتلذذ مرة بعد أُخرى كما يصنع شارِبُ الخمر إِلى أَن يَسْكَر.

  قال ثعلب: مما وجدنا عن النبي، : اشْرَبُوا ولا تَمَزَّرُوا أَي لا تُدِيرُوه بينكم قليلًا قليلًا، ولكن اشربوه في طِلْقٍ واحد كما يُشْرَبُ الماء، أَو اتركوه ولا تشربوه شرْبة بعد شربة.

  وفي الحديث: المَزْرَةُ الواحدة تحرِّمُ أَي المصَّةُ الواحدة.

  قال: والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شيئاً بعد شيء؛ قال ابن الأَثير:


(١) قوله [حروف وها] كذا بالأصل.

(٢) في القاموس: المريان بالياء التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة.